يلجا العديد من مستعملي السيارات بالعاصمة إلى الميترو والترامواي كوسيلتي نقل بديلتين لمركباتهم، حيث قلّص افتتاح خط الترامواي الرابط بين درقانة وشارع المعدومين «رويسو» في العاصمة، مرورا بعدة محطات «لاقلاسيار»، «المندرين» وكذا محطة ميموني محمود، بشكل كبير من حدة تنقل سكان الجهة الشرقية بالعاصمة، حيث أصبح بوسعهم الوصول في عشرين دقيقة فقط، نفس الشيء بالنسبة للميترو بعد فتح خطي عين النعجة وساحة الشهداء.
أبدي العديد من العاصميين ارتياحا كبيرا لتراجع الازدحام المروري نوعا ما في العاصمة، خاصة جهتها الشرقية في الفترة الأخيرة، بفضل التراموي والميترو سيما بعد تمديده نحو ساحة الشهداء وعين النعجة، مما جعل سكان العاصمة يتفادون إضاعة ساعات للالتحاق بمناصب عملهم أو مقاعد الدراسة وفي العودة إلى بيوتهم أيضا، هذا ما أكّده مستعملو الميترو لـ «الشعب»، قائلين بأن استخدامه سهل عليهم تنقلاتهم وجنبهم عناء التنقل في الحافلات وسيارات الأجرة، وزحمة حركة المرور بطرق العاصمة.
طريقة جديدة اعتمدها أصحاب المركبات منذ دخول خط الميترو حيز الخدمة في جوان 2015، وهي ركن سياراتهم في حظائر محروسة واستخدام الميترو في تنقلاتهم، وفي هذا الشأن قامت «الشعب» بتقصي آراء هؤلاء في هذه الظاهرة والأسباب التي جعلتهم يستبدلون وسائل النقل المعتادة بالميترو، حيث أبدوا ارتياحهم ورضاهم الشديدين، وأجمع من تحدثنا إليهم إلى أنّ المدة التي يقطعونها في ساعات قد تقلصت وصارت لا تتعدى العشرين دقيقة بفضل الميترو، متمنين انجاز باقي المحطات في اقرب الآجال، في وقت أصبحت حركة المرور لا تطاق على حد قولهم.
وقال آخرون أنه بعدما كانت مسافة 20 كيلومتر تقطع في أكثر من ساعة وسط زحمة مرور رهيبة تزيد المواطنين الضغط ومعاناة الحياة، باتت المسافة تقطع في حدود 30 دقيقة على وقع المكيف الهوائي، وفي راحة تامة، كما لم يعد مشكل ركن السيارات مطروحا، بعد أن قرر الكثيرون الاستغناء عليها واللجوء إلى اشتراك شهري للتنقل عبر ميترو الجزائر.
نفس الشيء قاله «رمزي»، عامل بمؤسسة ميناء الجزائر: «لقد أصبح الميترو وسيلة نقل بالغة الأهمية، فأنا شخصيا أعتمد عليه كليا في تنقلاتي رغم امتلاكي سيارة لكني أتعمّد ركنها وأتنقّل بالميترو ربحا للوقت ولتجنّب زحمة المرور التي غالبا ما تسبّب لي ضغطا رهيبا»، مضيفا أنّ «الميترو في الوقت الحالي يعد أنجع وسيلة للتنقل بالعاصمة، حيث صار مكسبا هاما في الوقت بالنسبة لمستعمليه، بالنظر إلى صعوبة حركة المرور على مستوى الجزائر العاصمة، وأصبح بوسع مستعمليه التنقل في غضون دقائق فقط، ليتجنبوا بذلك متاعب الازدحام المروري الذي يشهده الطريق السريع بين الجزائر العاصمة والدار البيضاء على سبيل المثال».
من جانبها قالت «فاطمة» أنّ استخدامها اليومي لهذا الخط جنّبها عناء التنقل في حافلات مهترئة قائلة: «كنت أستغرق حوالي ساعة للوصول إلى ساحة الشهداء، أما الآن فقد تقلّصت المدة إلى 30 دقيقة وفي ظروف جد مريحة»،وقالت «أمال» عاملة بالبريد المركزي والقاطنة ببلدية برج الكيفيان بأنها مند دخول الترامواي والميترو حيزا الخدمة استغنت على مركبتها وأصبحت تعتمد عليهما في تنقلاتها، قائلة بأنها تستقل الترامواي إلى غاية محطة الرويسو لتستبدله بعدها بالميترو إلى غاية محطة البريد المركزي، وهذا ربحا للوقت ولتتجنّب زحمة المرور».
بالمقابل أبدى آخرون انزعاجا كبيرا لبقاء الازدحام مهيمنا شيئا ما على العاصمة، بالرغم من استغلال خطي الميترو والترامواي، وهذا ما جعل سكان العاصمة قلقون جراء عدم زوال هاجس ضياع ساعات للالتحاق بمناصب عملهم ومقاعد الدراسة، وهذا ما عبّرت عنه إيمان قائلة: «استعمال خطي الميترو والتراموي لتخفيف الضغط المروري بالعاصمة لم يكن لهما أي فاعلية، وبقي الازدحام في الطرق على حاله خاصة في الساعات الأولى من الصباح وكذا ساعة خروج العمال في الفترة المسائية، وبالرغم من استعانة الكثيرين بالميترو إلا أن ذلك لم يسهم بدرجة عالية في تخفيف الازدحام المروري بطرق العاصمة، ضف إلى هذا فإن الكثير من المواطنين يقطنون خارج نطاق مسافة 20 كيلومتر».
وبحسب أحد عمال الميترو بمحطة أول ماي، فإن النقاط المرورية السوداء في العاصمة من المرتقب أن تزول وتتلاشى نهائيا في حال تمديد خط الميترو ليصل الى الدار البيضاء، ليضم محطات أخرى مثل محطة «بوليو» ببلدية الحراش وغيرها من المحطات ويربط في سنة 2020 ببلديات باب الزوار، براقي، شوفالي، الشراقة، أولاد فايت والدرارية، إذا ما سارت الأمور على النحو المرجو في السنوات القادمة، حيث يرتقب أن يساهم تمديد خط الميترو في تقليص ساعات الازدحام، كونه سيستوعب 25 ألف مسافر في كل 3 دقائق، أي ما يعادل 60 مليون مسافر سنويا.