طباعة هذه الصفحة

أنثى

سويسي زهية: الجزائر

 



صديقتي أتدركين أمرا؟ بينما أنت تتذمرين من أتفه الأسباب والعقبات، تعيشين حياتك بالطول والعرض، تذهبين للجامعة بمحض إرادتك، تعيشين أحلى أيامك مع خطيبك، تنامين في فراش آمن وانت تخططين لمستقبل زاهر لكن مازلت تتذمرين،هناك الكثيرات غيرك، - تحلم يوما أن تتعلم حرفا، حلمها أن تقرأ كلمة وتمسك كتاب، - هناك من حرمها الفقر من أن تعيش حياتها فهي تقضي عمرها بين البيوت تتلقى الأوامر كخادمة.
- والأخرى لم تستطع حتى إبداء رأيها بوضوح كانت مجرد صفقة، أصبحت كالسلعة تباع وتشترى فوجدت نفسها تنام مع شخص يفوقها ب عشرين سنة، من كانت تطلق عليهم اسم  «أهلها» باعوها لأجل المال.
- هناك من لا تفارقها الكوابيس لتنهض وهي تعاني من الواقع فقد تم اغتصابها بوحشية.
- هناك من رُجمت حتى الموت خطيئتها الوحيدة أنها أحبت بقلب صافٍ، حب طاهر لكنهم حكموا عليها باسم زانية. هناك من لا تستطيع النظر للمرآة وتخجل من الخروج للشارع فهي تخجل من الكدمات التي تملأ وجهها، غدت تبدو عجوزا بسبب العنف الأسري...
- وتلك التي تجردت عن أنوثتها تخلت عن مساحيق التجميل وشعرها الطويل، أصبحت كالرجل، لا لشيء بل لأنها وحيدة تعيش في الشارع لم تجد من يساندها وخافت على شرفها فاسترجلت.
- والأخرى تعاني فبعد سنين من العذاب قرر زوجها تطليقها وأن يستبدلها بشابة اصغر منها كأنها قطعة زينة، بحجة أنها عاقر، فأصبحت تسمى مطلقة وكل العالم يشيرون لها بالأصابع كما لوأنها قاتلة، كانت تعلم أن المشكل الرئيسي في زوجها لكنها لم تستطع البوح خوفا على نفسها...
- تلك الجميلة زينتها الكوفية وصديقتها البندقية وكل حلمها الاستقلال تكرر الشهادة كثيرا فلا تعلم متى يحين دورها
- وهاته المسكينة انتحرت فقد تزوجت زواج تقليدي أحبت زوجها بجنون لكنه لم ينسى حبه القديم، تزوج إرضاء لوالدته، حاولت تكرارا تغيير مشاعره كانت نهايتها الانتحار فلم تستطع تحمل ما بدلته من دون جدوى..
عالمك وردي قد تتخلله بعض النقاط السوداء لكن ذلك لا يعني الاستسلام فهناك من تعيش في عالم أسود وتحلم بنقطة وردية فيه فاحمدي الله على ما رزقك به وتذكري جيدا. هناك من تباد هويتها فقط لأنها ولدت أنثى.