صلاحيات الولاة المنتدبين يضعهم أمام مسؤولياتهم لتنمية الجنوب والهضاب
أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، اول امس بالجزائر العاصمة، على تنصيب الولاة والولاة المنتدبين الجدد، تبعا للحركة الجزئية التي أجراها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا في هذا السلك.
شملت هذه الحركة التي جاءت وفقا لأحكام المادة 92 من الدستور 18 واليا و7 ولاة منتدبين.
وحضر مراسم التنصيب المدير العام للأمن الوطني العقيد مصطفى لهبيري وقائد الدرك الوطني العميد غالي بلقصير واطارات الوزارة.
وفي كلمة بالمناسبة ،دعا بدوي الولاة الجدد الى «خدمة المواطن والاستجابة لانشغالاته وتطلعاته والتقييد بخارطة الطريق التي رسمها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة « والتي -كما قال - «نعمل في اطارها جميعا».
وبعد ان ذكر أن هذه الحركة «جاءت في فترة مفصلية وحاسمة في مسار تنمية وازدهار البلاد»، طالب الولاة ان «يكونوا في اعلى درجة من الوعي بما هو منتظر ميدانيا» وكذا «المبادرة بخلق نشاطات اقتصادية تتناسب ومكنونات وخصوصيات كل ولاية « مؤكدا أن «النجاح يكمن في التعرف على نقاط القوة والضعف لكل ولاية «.
كما شدد الوزير على «ضرورة عودة المصالح المحلية نحو مهامها التقليدية حتى تكفل النظافة والصحة والسكينة العموميتين»، مؤكدا أن «عودة بعض الأوبئة ولو بحجم محدود ومتحكم فيه «الا أنه حسب الوزير بمثابة إنذار بضرورة عدم التهاون في الوقاية من مسببات الأوبئة» .
التنسيق بفعالية مع المنتخبين
كما دعا بدوي، الولاة الى التنسيق بفعالية مع المنتخبين الوطنيين والمحليين خدمة للصالح العام. وقال بدوي مخاطبا الولاة ان «عملكم التنسيقي مع منتخبي الشعب الوطنيين والمحليين يجب ان يكون على اعلى مستوى من الفعالية والدقة، وفق منهجية فعالة بعيدة عن المزايدات والبرتوكولات» لأن المنتخب «سندكم في مهامكم وليس غريما لكم وما يجمعكم بالمنتخبين هو خدمة الصالح العام»، مؤكدا أن هذا «الالتزام» سيجعل الولاة «في مأمن عن المتاهات والسبل الضالة ».
وفي نفس السياق شدد على ضرورة « التفتح على المنتخبين والتعامل معهم بطوعية والمداومة على ذلك ما دامت خدمة المواطن في صميم تعامل الولاة مع المنتخبين» ، مبرزا ان «المشاكل والتعقيدات التي ما فتئت تزداد في تسيير الشأن المحلي» تدعو الى «تظافر جهود الولاة اكثر مع محيطهم والتواصل معه».
وبعد ان ذكر ان المواطنين بالولايات هم « في امس الحاجة الى فرص عمل جديدة ، ومنتجات جديدة ومرافق عصرية « اكد ان « الدولة لن تنسحب من دورها كفاعل في المسار التنموي كما لن تنقص من مستوى تدخلاتها وستعزز مجهوداتها التنموية كما وكيفا وفق منهجية العبرة بالنتائج»، مضيفا في نفس السياق ،أن الدولة «عازمة على مواصلة الجهد ومواصلة التضامن مع المواطنين بالعمل على تحسين اطارهم المعيشي بتقريب خدمات المرفق العام «.
أشار كذلك الى «مواصلة الجهد في تحقيق مكاسب اجتماعية جديدة لمختلف شرائح المجتمع لاسيما المحرومة « مستدلا في هذا الاطار «بحجم التحولات الاجتماعية المرتفع باطراد والذي لم يتوان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في بذله من خلال ميزانية الدولة» وهو « خير دليل على نهج الدولة الوفي لقيم ومبادئ ثورة نوفمبر 1954 المؤسسة لدولة ديمقراطية واجتماعية».
بشان الولاة المنتدبين قال بدوي،أن المرسوم الرئاسي المتعلق بتعزيز صلاحيات الولاة المنتدبين « يضعهم أمام مسؤولياتهم كاملة « ويعقد عليه « أمال كبيرة لتنمية الجنوب الكبير والهضاب العليا «.
وقال بدوي مخاطبا الولاة المنتدبين «لقد خصكم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمرسوم جديد يعزز صلاحياتكم كولاة منتدبين ويعززكم بمصالح جديدة كاملة ستدعمكم في أعمالكم».
واضاف ان رئيس الجمهورية يعقد «آمال كبيرة» على الولاة المنتدبين لتنمية جنوبنا الكبير والهضاب العليا لأنه يرى فيه «المستقبل والمخرج « ، مؤكدا ان هذا المرسوم هو « التزام تقدم به الرئيس امام الشعب».
.. ويشارك بتونس في أشغال اللجنة الثنائية الحدودية
يشرع وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, نور الدين بدوي, اليوم السبت في زيارة رسمية إلى تونس يترأس فيها مناصفة مع نظيره التونسي, هشام الفراتي, أشغال اللجنة الثنائية الحدودية بين الجزائر وتونس, التي ستتضمن لقاء مع ولاة المناطق الحدودية للبلدين, حسب ما أفاد به بيان للوزارة.
للإشارة فان تنمية المناطق الحدودية شكلت دوما محور اهتمام البلدين في العديد من اللقاءات الثنائية, لا سيما اللجنة المشتركة العليا, التي كللت دورتها ال21 المنعقدة بتونس في مارس 2017 على اتفاق بشأن مشروع «تزويد ساقية سيدي يوسف التونسية بالغاز الجزائري تعزيزا للتنمية في المناطق الحدودية».
وبغية دفع التنمية على حدود الدولتين, يسعى الطرفان الى استغلال المؤهلات الطبيعية التي تميز المناطق الحدودية «لبعث شراكة جديدة» تهتم بتثمين الموارد المنجمية المتوفرة وخلق نشاطات صناعية وخدماتية دائمة حول المشاريع الكبرى».
ومن بين المجالات التي يعمل الطرفان على تعزيزها, استغلال خطوط الربط الكهربائية بين البلدين ودراسة إمكانية الرفع من مستوى نقل الطاقة وتطوير المبادلات التجارية الكهربائية و كذا تبادل الخبرات في مجال ربط المناطق المعزولة والحدودية بالكهرباء والغاز مثلما أكدت عليه نتائج اللجنة الثنائية للبلدين حول الطاقة..