إلى محمد، أسماء، نوال، نسرين، عبلة، رياض وسعيدة وإلى لكل طفل كتب عليه القدر أن يكون مصابا بالسرطان، وسواء كان يرقد في إحدى الغرف بالمستشفى أو كان يداوم على المراجعة الطبية بصفة يومية وحسب درجة ونوع الإصابة، نحيّيك على صبرك وشجاعتك أمام هذا الداء الذي جاء ليحتل جسدك الصغير، بأسلحة ما فتئت إلا وانهزمت في الكثير من المرات بفضل ما تحمله من كروزومات التحدي والمقاومة.
نعم أنت قوي وخير مثال على مجابهة المرض وما ألمك ووجعك أثناء مثولك للعلاج الكيماوي، وسائر أنواع المكافحة إلا تعبيرا عن وقوفك بكل شجاعة أمام السرطان وبأعلى صوت تقول له: «لن تهزمني ولن تنال مني سأقاوم وأقاوم كما يقاوم الطفل الفلسطيني أخبث عدو على وجه الكون..فاضمحلال قواي وتغير ملامحي وتناثر شعر رأسي ونحول جسمي ليس استسلام، ولن تكون أبدا علامات انتصارك علي..ولن أسمح لك أن ترقص على لحن وجعي وأنيني ..فصبري سيقهر جبروت قوتك وما دموعي التي يتناوب على مسحها كل أفراد عائلتي وأصدقائي إلا بمثابة الغيث الذي يسقي أوردتي في كل جلسة، وما شمس الغد إلا إعلان عن بداية يوم آخر من المقاومة والأمل». وتحيّة لأسامة وكل طفل غادر عالم الطفولة باكرا متأثّرا بعد صراعه مع المرض، تاركا ذكريات جميلة وغالية لن تتبدد بمرور الزمن.سنظل نتذكركّم وندعو لكم يا من علّمتمونا معنى الصّبر في أجسادكم الصغيرة، التي تحملت ما تحملته من عناء وألم لن يستطيع أي قلم وصف حجمه ولو آتينا كل معاني الوصف والتشبيه.
وتحيّة بالمثل لكل القائمين على هذه الفئة الطرية من المجتمع التي تظل ساهرة على راحتها، وإلى كل من وضع في رزنامة عمله زيارة مصلحة طب الأطفال ليرسم على وجوههم البريئة بسمة لا تقدر بثمن.
فكونوا أقوياء بثقتكم في أنفسكم، واهزموا هذا الداء بإشراقة ضحكتكم التي هزمت كل محاولاته في النيل من حلمكم الذي سيظل يعانق الأمل مهما كلّف الأمر.