دقت جمعيات ناشطة في مجال البيئة بسيدي بلعباس ناقوس الخطر بعد تدهور الوضع البيئي ببحيرة سيدي محمد بن علي، وتراجع منسوب المياه بهذا الموقع الطبيعي الأمر الذي بات يهدّد جفاف هذا المسطح المائي وإختفاء بوادر الحياة البيولوجية به.
أجمع هؤلاء على ضرورة التدخل العاجل والسريع لإنقاذ البحيرة من الجفاف الذي بات يهدّدها بعد الإنخفاض الكبير في منسوب المياه، حيث شرّح المشاركون الأسباب التي كانت وراء هذا التدهور والتي تعود بشكل أساسي لتلف وتصدّع القنوات الممونة للبحيرة، وحسب المتدخلين، فإن البحيرة تعدّ أحد أهم خزان للمياه وقد انجزت منذ عقود لاستيعاب مياه الأمطار ومنع وقوع الفيضانات كونها صمام أمان من شأنه امتصاص المياه المتدفقة خلال فترات التساقطات الغزيرة وارتفاع منسوب الوديان. وقد تمّ وضع قنوات لتموين البحيرة لكن هذه القنوات تعرّضت مؤخرا للتلف والتصدع والإهمال الأمر الذي تسبّب في قطع المياه عن البحيرة وتعريضها لجفاف مؤكد.
وأكد المتدخلون أن الخطر بات يهدّد أيضا الحيوانات التي تعيش في البحيرة كأسماك الشبوط الفضي، سمك البوري، وبلاك بلاص، مختلف الأنواع الطيور بما في ذلك الطيور المهاجرة التي تحط بالبحيرة وعدد من السلاحف المائية والبط، ناهيك عن الكائنات البيولوجية التي تتغذى عليها الأسماك والتي تحافظ على السلسلة الغذائية بالبحيرة. وأضاف هؤلاء أن التحقيق الذي أجرته الجمعيات البيئية كشف أن سبب المشكل يعود إلى إهمال الجهات الوصية لهذا الموقع وإهمال صيانة المعدات وتنظيف القنوات ما تسبب في تأزم الوضع بهذا الموقع الطبيعي والسياحي الهام.
للإشارة، فإن بحيرة سيدي محمد بن علي كانت قد إستفادت من مشروع تهيئة بغلاف مالي فاق 40 مليار سنتيم وهو المشروع الذي فشل في مراحله الأولى لأسباب متعدّدة، حيث حمل المشروع إنجاز حديقة حضرية ومتحف حول البيئة وحديقة للحيوانات ومسار للراجلين، بالإضافة إلى مرافق ترفيهية كمطاعم، مسارات لرياضة الركض، موقفين للسيارات وغيرها. فضلا عن برنامج واسع النطاق لغرس النخيل والشجيرات التزينية، مع إجراء دراسات مناخية وهيدروغرافية وجرد عام للحيوانات والنباتات لهذه المنطقة الرطبة بهدف إقتراحا ضمن اتفاقية رامسار، لكن سرعان ما تبخر حلم سكان الولاية بعد توقف الأشغال وعودة الإهمال بالموقع.
يذكر أن بحيرة سيدي محمد بن علي تعد كنزا طبيعيا يقع ببلدية عين تريد، على بعد 3 كلم من عاصمة الولاية وعلى مساحة تفوق 33 هكتارا، وقد ارتبط اسمها بالوالي الصالح سيدي محمد بن علي وهي منطقة طبيعية خلابة تستهوي الزوار، نظرا لتميزها بالرطوبة مما يجعل منها فضاء هاما للترفيه والإستجمام، كما تحيط بها أشجار غابية كثيفة زادتها رونقا وجمالا، حيث تستقبل يوميا أعدادا هامة من العائلات التي تجد في البحيرة مكانا مميزا لقضاء ساعات بين أحضان الطبيعة الساحرة في الوقت الذي يستمتع الكثيرون بممارسة هواياتهم كالصيد المائي وصيد الطيور.