طباعة هذه الصفحة

2300 لسعة عقربي بالوادي:

الاستعانة بحيوان القنفذ للقضاء على الحشرة

ق.م

تشير الاحصائيات الى تسجيل ازيد من 2300 لسعة عقرب منذ بداية السنة الجارية عبر مختلف ربوع ولاية الوادي، وللأسف لقيت 04 حالات حتفها. وتوضح الأرقام المقدمة من قبل قطاع الصحة بالولاية، ان عدد اللسعات تراجعت بشكل كبير خلال هذه السنة، مقارنة بالسنوات الماضية، اين تم تسجيل خلال السنة الماضية اكثر من 15 الف لسعة عقرب، من بينها حالة وفاة وحيدة.
اما خلال السنة التي سبقتها فقد تم تسجيل ازيد من 4500 حالة تسمم، دون تسجيل أي حالة وفاة، واغلب هذه اللسعات تم تسجيلها ببلديات الدبيلة، سيدي خليفة، المقرن، والرقيبة، وهذه الإصابات تصل نسبة 90 بالمائة منها تقع في مناطق فقيرة، فلاحية وريفية، وفي احياء الصفيح.
كما ان أكثر من 15 بالمائة من حالات التسمم العقربي لا يتم التبليغ عنها، ويلجأ المصابون للعلاج بطرق تقليدية، وأرجعت ذات المصادر هذا التراجع الى حملة التدابير الوقائية التي اتخذتها المصالح المعنية والتركيز على عامل التحسيسي، بأوساط مختلفة من فئات المجتمع للحد من هذا التسمم العقربي الخطير المؤدي الى الموت في بعض الحالات، ولهذا الغرض فقد تم التنسيق بين جميع الفاعلين في هذا المجال على غرار مصالح الولاية والجماعات المحلية، وقطاعي الصحة والبيئة، إضافة الى الجمعيات المحلية النشطة، ومختلف المؤسسات العمومية.
القطاع الصحي من جانبه، وفّر المصل المضاد للسع العقربي، وتم توزيعه على مختلف العيادات المتعددة الخدمات ومراكز العلاج المنتشرة بالولاية، وذلك بتوفير ازيد من 6 الاف جرعة، الى جانب توفير كافة الإمكانات الضرورية من اجل التكفل الأمثل لجميع المصابين بهذا التسمم الخطير، وكانت لمديرية القطاع الصحي، ان برمجت دورات تكوينية في اختصاص الطب الانعاشي لفائدة الأطباء العامين، لاسيما المتواجدون على مستوى البلديات النائية، بغرض تحسين أدائهم الطبي للتكفل السريع بحالات اللسع العقربي.
وتبقى الظاهرة مستفحلة بغياب النظافة داخل النسيج العمراني الذي يعد عامل أساس في حالات الإصابة، الأمر الذي حاولت السلطات المحلية بوضع برنامج كفيل بتنظيف المحيط، يعتمد على التحسيس وتوعية المواطن بأهمية نظافة محيطه الخارجي لتفادي المزيد من الإصابات، لا سيما في المناطق التي عرفت تزايدا في اللسعات، كما ان التهاون في رفع الاوساخ والقاذورات مع ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية، إضافة الى البطء في تقديم الاستعجالات، والتأخر في الوصول الى المستشفيات لبعدها، مع اعتماد وسائل بدائية في العلاج، كلها عوامل زادت من خطورة اللسعات.
يذكر انه لقيت فتاة عن عمر لا يتجاوز سنها 32 سنة، من قرية السويهلة ببلدية سيدي عون شرق عاصمة الولاية، مصرعها بعد تعرضها للسع عقربي داخل المنزل العائلي، ورغم تحويلها على جناح السرعة للاستعجالات الطبية بالدبيلة، ومن ثما الى الاستعجالات الطبية بحي 08 ماي بالمؤسسة الاستشفائية بن عمر الجيلاني، الا انها لفظت انفاسها متأثرا بالسم الذي أثّر على جهازها التنفسي والقلب رغم محاولات الأطباء إنقاذها، وعرفت الأيام التي سبقت هذه الحادثة، وفاة شيخ يبلغ من العمر 65 سنة من بلدية الدبيلة متأثرا بلسع عقرب، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول الانتشار الرهيب للسعات العقارب التي تؤدي الى الموت.
ولمواجهة اتساع خطر التسمم العقربي في المناطق الداخلية والصحراوية، اهتدى سكان مدينة الوادي إلى طريقة جديدة تحميهم من لسعات العقارب المنتشرة بكثرة، وذلك باستعمال القنافذ باعتبارها تنتمي إلى الحيوانات من فصيلة الشوكيات التي تتغذى على مختلف الحشرات السامة، حيث قام بعض المواطنين بتوظيف طريقة تقليدية متوارثة لمكافحة التسمم العقربي باستعمال حيوان القنفذ للقضاء على حشرة العقرب السامة، وهي الطريقة المنتشرة بكثرة بالمناطق الريفية والنائية، وأعطت هذه الطريقة نتائج ملموسة.