نجحت بلدية بني بوعتاب التابعة إقليميا لدائرة الكريمية في ولاية الشلف في الخروج من العزلة التنموية التي ظلت تتخبط فيها خلال عدة سنوات بفضل المشاريع التنموية القاعدية التي تم اعتمادها لإعادة النشاط الإجتماعي والفلاحي للمنطقة.
المنطقة التي خنقتها العزلة القاتلة تعرف هذه الأيام نشاطا دؤوبا في المجال التنموي سواء بمركز البلدية أوالقرى الاخرى كناحية بني جرثن التي تنفست الصعداء بعد سنوات عجاف، يقول السكان الذين وجدوا عدة أنشطة لتنويع نشاطهم كفلاحين وبسطاء ومتمدرسين في إقليم بلدية، كادت خلال سنوات الظروف الأمنية أن تختفي بعد هجرة سكانها نحو عدة بلديات داخل الولاية أوخارجها.
ولعل المتنفس الذي استفادت منه كأول المشاريع هو شق الطرقات وتهيئتها بعد الخراب الذي لحقها، كما هو الحال بمركز البلدية ومنطقة بني جرثن البعيدة عن بني بوعتاب بحوالي 11كلم، والتي تدعمت بسلسلة من الإعانات الريفية والتي تجاوزت في معظمها 400 مسكن ريفي، يقول رئيس دائرة الكريمية، شعبان، مما مكن من عودة السكان إلى مناطقهم الأصلية بعدما شيدوا مباني طوبية في عدة بلديات مجاورة، مما جعلهم يعيشون في ظروف قاسية يقول ذات المسؤول. ومن جانب آخر، تم توزيع الإعانات الريفية الخاصة بالفلاحة من ممارسة نشاطهم بعد استفادتهم من خلايا النحل والأشجار المثمرة وممارسة الصناعة التقليدية التي صارت منفذ هؤلاء البسطاء بالمنطقة النائية بأعالي الونشريس.
من جانب آخر خصصت عدة مؤسسات تربوية منها 4 ابتدائيات ومتوسطة جديدة رفعت الغبن عن المتمدرسين الذين كانوا يقطعون مسافة 35كلم للوصول إلى مقر الدائرة الكريمية لمزاولة دروسهم مع تخصيص 15حافلة للنقل المدرسي للتكفل بالتلاميذ، يقول الأولياء الذين عبروا عن ارتياحهم للوضع الحالي، يشير محدثونا. كما استفادت المنطقة من فضاءات رياضية لفائدة الشباب للترفيه وممارسة النشاط. كل هذه الإنجازات جاءت بعد تطبيق سياسة السلم والمصالحة، بحسب سليمان الغول، العارف بشؤون المنطقة، كونه كان من النشطاء الأمنيين ببني بوعتاب من خلال إشرافه على التنظيم الخاص برجال المقاومة والدفاع الذاتي الذي انخرط فيها سكان المنطقة بما فيهم سكان الكريمية. وعن عودة النشاط الإجتماعي والإقتصادي للناحية، أوضح سليمان الغول أن تخصيص هذه العمليات التنموية أعادت الثقة للسكان وعودتهم إلى مناطقهم الأصلية، لكن يبقى الأن توجيه السكان والسواح لهذه الناحية التي تتمتع بمناظر سياحية هامة بوجود السد والمناظر الجبلية والشلال وأنواع الصناعات التقليدية، مما يجعل الناحية مقبلة على تطور تنموي هام وفك العزلة عنها بفضل المشاريع الممنوحة.