كشفت أمس المكلفة بملف التسمم العقربي بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات فريدة عليان في اجتماع نظم من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمقر ولاية ورقلة أن اجتماع اللجنة المكونة من خبراء من وزارة الصحة، المعهد الوطني للصحة العمومية ومعهد باستور كان يهدف إلى الاستماع لانشغالات أطباء المنطقة ومحاولة إيجاد حلول علمية وناجحة لمشكلة التسمم العقربي في هذه الولاية.
ذكرت المكلفة بملف التسمم العقربي على مستوى وزارة الصحة أن اللجنة تعمل منذ سنوات على ملف مكافحة التسمم العقربي ويندرج عملها تحت إطار برنامج المخطط الوطني، لأن المشكل قائم منذ زمن، مشيرة إلى أن الجزائر على غرار كل من تونس والمغرب تسجل حالات للسعات العقرب وصلت إلى 46 ألف حالة إصابة بلسعة عقرب وطنيا أدت إلى وفاة 58 شخصا سنة 2017 من بينها 7 حالات في ورقلة.
ووضحت»السيدة عليان» أن مشكل التسمم العقربي تشترك فيه الكثير من القطاعات على غرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة البيئة وكذا وزارة الفلاحة ووزارة التربية مؤكدة على أن هناك قطاعات مطالبة أيضا بالمشاركة في مكافحة التسمم العقربي من أجل العمل معا للتخفيض من حالات التسمم العقربي وعدد الوفيات المسجلة بسببه.
كما أشارت إلى أن وزارة الصحة مستمرة في العمل على توفير المصل المضاد للتسمم العقربي وعلى التكوين المتواصل للأطباء العاملين في هذا المجال، وبهذا الصدد كشفت أن الوزارة تعتزم إنشاء وحدة تابعة لمعهد باستور في القريب العاجل تتخصص في تجميع واستئصال السم العقربي خاصة من العقارب القاتلة من أجل اختصار هذه الخطوة وتسهيل العملية على كافة الجهات المشاركة في تجميع العقارب بما فيها جمعيات المجتمع المدني.
وفي نفس السياق أكدت من جانبها ممثلة معهد باستور سلمى جيلاني أن إنشاء وحدة لتجميع السم العقربي بورقلة كملحقة لمعهد باستور ستساعد في تسهيل عملية تجميع العقارب لاستئصال السم منها كخطوة أولى، مشيرة إلى أن هذه الوحدة ستنطلق بالعمل على تجميع السم العقربي فقط كمرحلة أولى كما أوضحت أن إنشاء هذه الوحدة سيكون قيد الدراسة والتشاور مع السلطات المحلية، مضيفة أن الوحدة بالإضافة إلى أنها ستعمل على تكوين الكادر البشري في مجال تحضير وإنتاج المصل المضاد للتسمم العقربي ستهتم بالدراسة والبحث وذلك بعد إمضاء اتفاقية مع جامعة ورقلة للعمل على الجانب البحثي من أجل تطوير الأبحاث المتعلقة بتصنيع المصل المضاد للتسمم العقربي.
80 ٪ من حالات التسمم العقربي تسجل بالوسط الحضري
وشمل اجتماع اللجنة تقديم مداخلات من طرف الخبراء المشاركين وفتح المجال للنقاش حول عدة محاور تتعلق بإشكالية التسمم العقربي وتقديم معلومات حول أنواع العقارب ودرجة خطورتها بالإضافة إلى طرق إنتاج المصل والبحث في سبل تطويره وفي هذا السياق أكد الخبير لخضر قريان في حديث لـ»الشعب»، أن الدواء الأول هو المصل المضاد للتسمم العقربي المنتج من طرف معهد باستور وهو ذو فعالية ولكن هذا لا يعني كما ذكر الاكتفاء بما هو موجود فقط، حيث لابد من العمل والاجتهاد لتطوير هذا المصل وتحسينه لتحقيق فعالية أكبر من أجل الوصول إلى 0 حالة وفاة ناجمة عن التسمم العقربي .
وهو هدف يستدعي العمل في أكثر من مجال وليس في تصنيع المصل المضاد فقط، حيث لابد أن يتعدى ذلك إلى مجال الوقاية أيضا من خلال توعية أفراد المجتمع بسبل التعامل مع لسعة العقرب، موضحا أن العقرب أصبح متواجدا بشكل ملفت في المحيط الحضري، حيث أن 80 في المائة من حالات التعرض للسعة العقرب تحدث داخل المنازل وهو ما يتطلب استخدام كل الطرق الممكنة لمكافحة انتشارها فيه، مضيفا أيضا أن الأطفال اليوم أضحوا في حاجة إلى فهم درجة خطورة العقرب على حياة الإنسان خاصة وأن 75 في المائة من حالات الوفيات بسبب التسمم العقربي تسجل لدى الأطفال.
وفي حديث «الشعب» مع محمد لمين سعيداني وهو خبير في لجنة مكافحة التسمم العقربي على مستوى وزارة الصحة أوضح أن هناك نوعية من العقارب المتواجدة بولاية ورقلة مصنفة على أنها من أخطر العقارب الموجودة في العالم وهي قاتلة وفيما يخص طرف مكافحة التسمم العقربي عرج المتحدث على دور معهد باستور في هذا المجال والذي ينطلق من ركيزتين أساسيتين وهما صناعة المصل المضاد للتسمم العقربي والعمل على التحسيس والتوعية في نفس الوقت وذلك بالتعريف بأنواع العقارب والعقارب المتواجدة في المنطقة وسبل مكافحتها في إطار المحيط الذي يعيش فيه الإنسان.
الوالي يقترح إطلاق تسمية المرحومة «عائشة عويسات» على ملحقة باستور
أعلن الوالي عبد القادر جلاوي عن اقتراحه إطلاق تسمية المرحومة «عائشة عويسات» على وحدة إنتاج المصل المضاد للتسمم العقربي المنتظر تشييدها قريبا في ورقلة ودعا كل المصالح إلى تحمل مسؤولياتها لمكافحة التسمم العقربي، كما حث مختلف الجمعيات النشطة في تجميع العقارب إلى بذل جهود كبيرة في العملية مع ضرورة التنسيق مع الولايات المجاورة للقيام بحملات كبرى بهذا الخصوص من أجل تدعيم المساعي الهادفة إلى القضاء نهائيا على هذه الظاهرة وعلى هامش اللقاء أعطى تعليمات لتشكيل خلية تضم موظفي مصلحة الشؤون الإجتماعية بالولاية من أجل القيام بحملات تحسيسية حول ظاهرة «التسمم العقربي» وكيفية الوقاية منها عبر مختلف أحياء بلديات إقليم الولاية.
وتجدر الإشارة إلى أن الاجتماع سيخرج بمجموعة من التوصيات التي من شأنها تحديد مخطط العمل على مكافحة ظاهرة التسمم العقربي بالتنسيق مع مختلف القطاعات والمصالح ذات الصلة.