طباعة هذه الصفحة

تحت شعار«زراعة ذكية لمواجهة تحدي الأمن الغذائي»

500 مؤسسة في المعرض الدولي لتربية المواشي والعتاد الفلاحي

سهام بوعموشة

 

 السفير الهولندي: 4 مشاريع نموذجية لتعزيز الشراكة مع الجزائر
أعلن رئيس منظمة فلاحة إينوف للتفكير أمين بن سمان أمس عن تنظيم المعرض الدولي لتربية المواشي والعتاد الفلاحي «سيما-سيبا» في طبعته 18، تحت شعار «من أجل زراعة ذكية لمواجهة تحدي الأمن الغذائي والصحي المستدام»، من 8إلى 11أكتوبر 2018 بقصر المعارض، بمشاركة أزيد من 500 عارض جزائري وأجنبي، بحيث ستكون دولة هولندا ضيف الشرف لهذه الطبعة.

تكرس هذه الطبعة 18 التي جاءت برعاية وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري،  التوصيات المستندة من جلسات الزراعة كأولوية وطنية للحكومة وتنظيم لمختلف القطاعات المحترفة التي ساهمت في إنجاز مجموعة التفكير فلاحة للإبتكار منذ عشرات السنين، حسب ما أفاد به الدكتور بن سمان لدى تنشيطه لندوة صحفية أمس بالصافكس، مشيرا الى أنه من هذا المنظور فإن إدخال التكنولوجيات الجديدة في هذا القطاع جعل المنظمة تبتكر شعار «من أجل زراعة ذكية لمواجهة تحدي الأمن الغذائي والصحي المستدام»،للتعريف وتحديد الإستراتيجيات الأكثر ملائمة بزيادة إنتاجية المحاصيل ومقاومتها على نحو مستدام والعمل على مواصلة ترسيخ أسس أمتنا الغذائي، وهو محور السياسة الوطنية في هذا المجال.
في هذا الصدد،أعرب رئيس مجموعة فلاحة للإبتكار عن قناعة المجموعة التامة للمشاركة في تطوير الزراعة في مناطقنا والتنمية الريفية والتنفيذ الكامل لسياسة التجديد الزراعي والريفي في مختلف البرامج الحكومية، قائلا:» سنسعى جاهدين في السنوات القادمة لتحقيق الطموح المطلوب، من أجل الجمع بين المغرب الزراعي، الجزائر والمغرب وتونس للدخول معا لإقتحام هذا السوق الضخم الذي لايزال عذرا عند الحدود الجنوبية لبلداننا وهي إفريقيا،».
وأضاف بن سمان أن التحدي الذي ينتظرهم هو تنظيم قطاعات ومنافذ التصدير، ليصبحوا المصدرين الرئيسيين للمنتجات الزراعية من خلال تقييم المنتوجات الزراعية وتنظيم الشهادات والتعامل بهدوء مع الأسواق الدولية، مشيرا الى أن نهج المنظمة يتماشى مع إستيراتيجية الحكومة في هذا المجال، وبشكل خاص ٱخر الاجتماعات التي تنظمها وزارة التجارة مع شركات خاصة أو عامة لإعطاء دفعة قوية لصادراتنا بشكل عام. مؤكدا أن السوق الإفريقي مهم جدا لهم.
وبحسبه فإن معرض سيبسا - سيما يشارك من خلال دوره في تطوير الزراعة الجزائرية فمنذ إنشاء سيبسا عام 2001، قام بإحصاء أكثر من 123 شركة قامت بتدعيم مشاريع مشتركة مع شركات زراعية جزائرية في قطاعات مخالفة البرامج الحكومية، مشيرا الى أن المشكل هو نقص اليد العاملة المؤهلة بحكم أن كل شعبة فلاحية تتطلب تقنية ويد عاملة مؤهلة في المجال.
بالمقابل، قال بن سمان أن إختيار هولندا ضيف الشرف لهذا العام، ليس من قبيل الصدفة بل لأن هذا البلد يشكل قوة زراعية عظمى وشريك للجزائر وأحد موردي بذور البطاطا للجزائر . كما تعتبر الزراعة الهولندية في المقدمة بالنسبة لصناعة التغذية الأوروبية لاسيما في التصدير ومجال الخبرة اللوجستية، وهناك تطوير للعديد من المشاريع المشتركة مع الجزائر في قطاعي البستنة وإنتاج البيوت البلاستيكية. مضيفا أن هولندا هي من أكبر ثلاثة مصدرين للفاكهة والخضروات في العالم، وسيكون التصدير اللوجستيكي أحد الموضوعات التي تقدمها هولندا بمناسبة منتدى سيافيل المقرر على هامش المعرض.
وحسب رئيس مجموعة التفكير والإبتكار فإن هولندا تثبت استعدادها مرة اخرى لمشاركة خبرتها المعترف بها في قطاع الأغذية الزراعية وتعزيزها علاقات الشراكة مع الجزائر في هذا المجال، مضيفا أن المعرض الذي يدوم أربعة أيام يتخلله لقاءات ثنائية هدفها تبادل الخبرات وتثمين العلاقات بين المستثمرين وحاملي المشاريع يليها منتديات وندوات علمية لأسئلة عالقة في السياسة الزراعية، وعروض حيوانية وجينية لبدء عملية تشغيل المزارعين الشباب وذوي أصحاب مشاريع.
 كما ترتكز المنتديات التي ستنظم على هامش المعرض بشكل أساسي على توصيات الجلسات الوطنية للزراعة،. بحيث ينتظر تنظيم أربع ندوات هي المنتدى الدولي للإيكولوجية الزراعية والبيئة البستانية والتنمية المستدامة، سوف يجمع الجهات المتخصصة في الزراعة الإيكولوجية والعضوية وغيرها من المنتجات المحلية، السياحة الزراعية وتعزيز البيئة والمساحات الطبيعية في المناطق الحضرية وشبه الحضرية للتفاعل معا وتوقع الٱفاق والإبتكارات والتحولات اللازمة لضمان الأمن الغذائي المستدام.
بالإضافة إلى المنتدى الدولي للحليب ومشتقاته، لمناقشة تطوير واستثمار قطاع الحليب، والمنتدى الدولي في تربية الأسماك والموارد المائية والذي يعالج الفرص والتحديات التي تواجه الإدارة الفعالة للموارد السمكية، وكذا منتدى الخضر والفواكه الذي يرتكز على نقاط القوة والضعف لشركاتنا في مجال تصدير الفواكه والخضروات وتسليط الضوء على دور الخدمات اللوجستية والشهادات في تنمية الصادرات. علما أن الطبعة الماضية سجلت مشاركة أكثر من 500 عارض منهم 208 مؤسسة وطنية و299 مؤسسة أجنبية من 32 بلد وسجلت أكثر من 21 ألف دخول حرفي المقابل، تنظم مجموعة التفكير فلاحة إينوف بالتعاون مع الغرفة الوطنية للفلاحة وشركائها الإقتصاديين للقطاعات المهنية زيارة إرشادية لصالح الفلاحين الشباب والأعضاء في غرفة الفلاحة التابعة لولايتهم بهدف تعريفهم بالتكنولوجيات النباتية، العتاد الفلاحي وصناعة المواد الغذائية، بحيث يندرج هذا الحدث في إطار سياسة السلطات العامة من أجل إدماج شباب الوسط الريفي، مما يسمح لهم بالإستفسار عن إبتكارات المنتوجات الجديدة واستكمال مشاريع استثمارية في إطار دعم الشباب المشاركة في عصرنة وتجديد الزراعة، وكذا التكوين في المهن الزراعية وتعلم كيفية التواصل مع المهنيين.
70 مؤسسة هولندية ناشطة في القطاع الفلاحي بالجزائر
من جهته كشف سفير هولندا روبار فان أمبدان، عن 4 مشاريع في قطاع تربية المواشي والعتاد الفلاحي، باعتبار ان بلاده  رائدة في هذا المجال مما جعل الجزائر تختارها لمرافقتها في إستراتيجية وزارة الفلاحة لتدعيم القطاع بالتكنولوجيات في تسيير القطاع وتحقيق الأمن الغذائي، وتتمثل المشاريع في إنشاء مزارع نموذجية تتكون من 15الى 60 بقرة هولندية ويكون حسب النموذج الجزائري في الإنتاح والتسيير العقلاني للمزارع المنتجة للحليب.
في هذا الإطار، تم تعيين فريق من المستشارين لضمان تكوين المكونين خاصة مسؤولي مصنع جبلي ومربي ولاية قالمة لمدة عامين، وحاليا هناك مشروع تشرف عليه هيئة من الخبراء الهولنديين بالتنسيق مع مركز الإمتياز بمنطقة مسرغين بوهران لتطوير وتحويل إنتاج الحليب ومشتقاته، ومرافقة الشباب في هذا المجال، بالإضافة إلى مشروع علمي مع جامعات بسكرة و ورقلة والوادي لتوفير تربص للطلبة والسماح لهم بإعداد مذكرات تخرج نهاية السنة، وكذا مشروع تطوير  إنتاج البطاطا وتخصيب الأرض وإقتصاد الماء بالوادي، أما مشروع ولاية مستغانم في مجال الصحة النباتية والتشخيص السريع للبكتريا والفطريات، بتكوين مفتشي المراقبة الصحية و إطارات وزارة الفلاحة.
بالمقابل، وصف السفير الهولندي المعرض الدولي لتربية المواشي والعتاد الزراعي بأكبر صالون احترافي في هذا المجال بإفريقيا، كونه يقدم سلسلة كاملة من المنتجات للإجابة على إحتياجات جميع المزارع واحترافية المواشي ،مضيفا أن هناك عشرين مؤسسة هولندية تشارك في المعرض لتقديم خبرتها ومرافقة المربين الجزائريين، علما أن هناك  70 مؤسسة هولندية ناشطة في الجزائر في التربية الحيوانية والنباتية.
و تشكل صادرات هولندا في المجال الفلاحي 91،7 مليار دولار و 9،1 مليار دولار في العتاد والمبيدات، ويشكل قطاع الفلاحة بهولندا 10 بالمائة من اقتصادها الوطني و10بالمائة من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة،كاشفا عن تنظيم منتدى رجال الأعمال الجزائريين و الهولنديين في السابع أكتوبر 2018 أي عشية المعرض بفندق الأوراسي.
وذكر السفير  بأن التبادلات والتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين يعود لسنوات وهولندا تواصل تعزيز هذه الشراكة، وتجدر الإشارة تم توقيع اتفاقية بين مجموعة التفكير فلاحة إينوف وسفارة هولندا .