رحبت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، أمس الأحد، بما وصفتها بـ «التصريحات المتعددة» التي صدرت من عدة مدن ليبية لشجب العنف والدعوة لإنهاء الاقتتال وتثبيت وقف إطلاق النار. وأكدت البعثة الأممية، على ضرورة الدفع باتجاه الإصلاحات الأمنية والاقتصادية عبر الوسائل السلمية من أجل طرابلس خالية من المجموعات المسلحة.
كانت سوسن غوشة، الناطقة باسم البعثة الأممية لدى ليبيا، قد أكدت، السبت، خلال لقائها بعدد من المتظاهرين أمام مقر البعثة بجنزور، تأييد البعثة لإخراج الجماعات المسلحة من العاصمة طرابلس ومدن ليبيا كافة، مؤكدة سعي البعثة لاستئناف وقف إطلاق النار من خلال التواصل مع الأطراف المحلية والدولية.
كانت حكومة الوفاق الليبية (المعترف بها دوليا)، قد دعت الأمم المتحدة
لاتخاذ «إجراءات عملية أكثر حزما وفاعلية» لحماية المدنيين ووضع حد للمعارك في محيط العاصمة طرابلس، والتي أسفرت، منذ أواخر شهر أوت الماضي، عن أكثر من مائة قتيل.
من ناحية ثانية، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، أمس، إن الحل الوحيد لإنهاء النزاع على الشرعية هو انتخاب رئيس للبلاد، وأي معارض للانتخابات هو طرف يريد البقاء في السلطة. وأضاف صالح في بيان مسجل بث عبر قناة ليبية أن الانتخابات هي الطريق الوحيد لإخراج جميع الأجسام من المشهد بطريقة سلمية ديمقراطية، دون الوقوع في فراغ سياسي ونزاع جديد. أوضح «الحل الوحيد هو انتخاب رئيس للبلاد، وتوحيد المؤسسات وتشكيل حكومة وطنية تتولى جميع متطلبات المواطنين، ويمكن لمجلس النواب مراقبتها ومحاسبتها».
خرق جديد
يأتي تجدد الاشتباكات المسلحة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، ليشكل خرقا جديدا للهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة، مطلع الشهر الجاري وليقوّض الجهود المبذولة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية والرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار وبسط سيادة الدولة على كافة التراب الليبي.
أمام صعوبة إعادة الاستقرار للمدينة، دعت حكومة الوفاق الوطني، الأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات عملية «أكثر حزما وفاعلية»، لحماية المدنيين ووضع حد للمعارك، وكذا وضع مجلس الأمن أمام حقيقة الأحداث الدامية في ليبيا لكي يتحمل مسؤوليته التاريخية بحماية أرواح وممتلكات المدنيين.
من جهته، وصف الاتحاد الأوروبي، على لسان بعثته في ليبيا، استهداف المدنيين في طرابلس بـ «الانتهاك للقانون الدولي الإنساني»، مشددا على ضرورة احترام كافة الأطراف الفاعلة لوقف إطلاق النار المتفق عليه وتنفيذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لصالح الشعب الليبي.
نزوح للأسر
لأن أعمال العنف لا تستثني المدنيين، أجبرت الاشتباكات المتواصلة في طرابلس، آلاف الأسر للنزوح من مناطقهم نحو أماكن أكثر أمنا واستقرارا. فقد أحصت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 3،845 عائلة - اشتملت على نحو 19،225 فرد - منذ نهاية أوت الماضي - فرت معظمها من المناطق المتضررة جراء النزاع في جنوب طرابلس.
كما تسببت أعمال العنف في انقطاع الكهرباء بشكل واسع في جنوب وغرب البلاد، وفقا لما أعلنت عنه الشركة العامة للكهرباء (حكومية)، في ليبيا.
ووفقا للمصدر فقد تضررت دائرتا الهضبة الجنوب (1 - 2)، إثر الاشتباكات، ما أدى إلى خروج معظم محطات التوليد وانقطاع الكهرباء عن المنطقة الغربية والجنوبية». واشار ذات المصدر إلى أنه جاري العمل على بناء الشبكة الكهربائية من جديد.