عارض «يورغن تريتين» القيادي في حزب «الخضر» الألماني، المساعي الجديدة للائتلاف الحاكم لتصنيف المغرب على أنه دولة منشأ آمنة، وذلك بغرض تسريع إجراءات ترحيل اللاجئين المرفوضين المنحدرين منها.
قال «تريتين»، إن المسودة الجديدة التي طرحتها الحكومة بشأن تصنيف المغرب كدولة آمنة «لا تغير شيئا في أوضاع حقوق الإنسان» في هذه الدول، مشيرا إلى أن المغرب لا يزال «يحتل الصحراء الغربية» وينتهك قرارات مجلس الأمن ويقوم بتجريم الناقدين للحكومة.
وناقش مجلس الولايات الألماني (بوندسرات)، الجمعة، مشروع قرار للائتلاف الحاكم حول ترحيل المهاجرين المنحدرين من دول المغرب العربي إضافة إلى جورجيا، وذلك قبل مناقشته والتصويت عليه في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
على صعيد آخر، قالت مجموعة محاربة العنصرية ومواكبة الأجانب والمهاجرين، إن الأجهزة الأمنية أوقفت ورحّلت بالقوة ما بين جويلية الماضي وبداية سبتمبر الجاري ما يزيد عن 6500 مهاجر إفريقي غير نظامي إلى وسط وجنوب المملكة المغربية، من بينهم نساء وقصر أطفال رضع.
وأضافت المجموعة في تقرير لها سينشر غدا الاثنين، أنه «منذ جويلية 2018، تمت هذه العمليات الأمنية بشكل منتظم في شمال المغرب، وبشكل رئيس في المنطقتين المحتلين سبتة ومليلية وطنجة وتطوان والناظور ووجدة».
وأشارت المجموعة إلى أن الهدف من هذه العمليات واضح، وهو ترحيل أكبر عدد ممكن من المهاجرين الأفارقة من المناطق الحدودية، وهذه العملية ليست جديدة أو الأولى من نوعها.
وأكد التقرير أن عمليات الاعتقال والترحيل الجماعيين للمهاجرين إلى مدن الجنوب، تذكر بما حدث في السنوات الأخيرة التي شهدت تعبئة قوية للأمن لترحيل المهاجرين من الشمال كما حدث في فيفري ومارس 2017، أو في فيفري 2015 بعد الإعلان عن نهاية عملية التنظيم الأولي من قبل وزارة الداخلية.
وأبرزت المنظمة أن مدينة تيزنيت لوحدها رُحل إليها بالقوة بداية هذا الشهر 1000 مهاجر من شمال المملكة، هذا دون احتساب الذين رُحلوا إليها في وقت سابق.
وأوضح التقرير أن الحكومة المغربية حاولت تبرير التدخلات، بالتأكيد على أن الهدف منها هو «محاربة شبكات الاتجار بالبشر».
وسجّل التقرير مصرع مهاجرين بالقرب من مدينة القنيطرة، حيث قفز رجلان مكبلان إلى بعضهما البعض من حافلة، متوجهة من طنجة إلى جهة أبعد جنوبا، للفرار من الترحيل القسري، والضحية الأولى تتعلق بمواطن مالي يبلغ من العمر 16 سنة فقط، ومات على الفور نتيجة الإصابة التي تعرض لها، أما الضحية الثاني فينحدر من غامبيا، توفي بعد يومين من الغيبوبة في المستشفى.