دعا المشاركون في الفضاء المغاربي الأول حول البيطرة بفندق الأندلسيات ، أمس،إلى تحيين الأطر القانونية والتشريعية للممارسات الطبية البيطرية، فضلا عن تضافر الجهود والتنسيق التام بين جميع الشركاء من أجل إيجاد إطار قانوني جديد، يسهم في تطوير الثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي.
أعلن مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، قدور هاشمي كريم عن طرح ملف استحداث « العمادة الوطنية للبياطرة في الجزائر» على الحكومة قريبا، مشيرا إلى أن وزير الفلاحة مهتم بهذا الامر بهدف الارتقاء بهذه المهنة.
من جهته أبرز الدكتور بورملة لحبيب بيطري أنّ التشريع البيطري، من أبرز الملفات المطروحة للنقاش في أشغال الفضاء البيطري الجزائري في طبعته ال13 والفضاء المغاربي البيطري في طبعته الأولى، إذ يمثّل واحدا من أكبر التحديات التي تواجه الشركاء في هذا القطاع، لعدة اعتبارات مرتبط أساسا بالسياسات الفلاحية للدول...
وقال بورملة لحبيب ل»الشعب» أن تحيين قوانين ممارسة الطب البيطري في الجزائر، تحتاج إلى تضافر جهود الشركاء تكيفا مع الأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية، وذلك من أجل المحافظة على الأمن الغذائي وترقية الصحة العمومية، لكنه أشاد في الوقت نفسه بالخطوات التي يقوم بها المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة في حدود ما تقضيه أخلاقيات و آداب المهنة.
وشهد اليوم الأول من الملتقى مناقشات واسعة حول أوراق علمية مهمة للغاية في مختلف التخصصات البيطرية، أبرزت في مجملها التطور العلمي والنشاط البحثي المكثف في هذا المجال، تأكيدا على أهمية تبادل المعرفة ونقل الخبرات، من خلال «وضع آليات حوكمة فعالة ورشيدة في الصحة الحيوانية»، وهو شعار هذه الدورة المنظمة من طرف الفضاء البيطري الجزائري.
وهو ما اعتبرته الدكتورة «هند متو» طبيبة بيطرية من الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة بالمغرب، هذه التظاهرة المتخصصة بمثابة محطة أساسية من أجل تبادل الخبرات والتجارب بين الأطباء البياطرة المغاربة والعرب، وكذا محطة هامّة لتقوية أواصر التعاون مع جميع التنظيمات البيطري.
كما تمكّن المشاركون في الفضاء المغاربي الأول حول البيطرة من الوقوف على دورات الإنتاج المحلية للأدوية البيطرية والجوانب الخاصة بعلاج مختلف الأمراض الخطيرة، من أجل حماية الصحة الحيوانية وكذلك الصحة العمومية، وحسب الدكتور فريد سريح طبيب بيطري من تونس، فإنّ صناعة الأدوية البيطرية، تتطلب توفر إمكانيات أولية هائلة، وكذا التحكم في التكنولوجيات المستحدثة في المجال صناعة الأدوية البيطرية.
وأكد نفس المصدر تعليقا على مدى تطور صناعات الأدوية البيطرية في البلدان المغاربية، أنّ الفضل في ذالك يرجع إلى تعزيز الشراكة بين الشركات الأجنبية ونقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة، مشيرا في الوقت نفسه إلى عديد المشاكل والعراقيل التي جعلت الشراكة بين الدول المغاربية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، على غرار الانتماءات الجمركية التي تعرقل عملية التبادل.