تكللت جهود كل من اثيوبيا واريتريا لتعزيز المصالحة بينهما بتوقيع اتفاقية للسلام بمدينة جدة ليفتحا بذلك مرحلة جديدة من التعايش السلمي بين بلديهما اللذين انهكهما صراع حدودي دام قرابة العقدين وتوجيه طاقاتهما نحو البناء والتنمية .
منذ شهر جويلية المنصرم ما لبثت الامور تتطور فيما يخص علاقات الجارتين في القرن الافريقي حيث اتفقت أريتريا وإثيوبيا على طي صفحة الخلافات وإعادة فتح السفارات والمعابر الحدودية بينهما، وذلك تتويجا للزيارة «التاريخية» التي قام بها رئيس الوزراء الاثيوبي، أبي أحمد، إلى إريتريا والتقى خلالها الرئيس، أسياس أفورقي، في اطار جهود أسمرة و أديس أبابا لإنهاء قرابة عقدين من القطيعة والعداء والمضي قدما نحو تطبيق اتفاق السلام الموقع بين البلدين عام 2000 بوساطة الجزائر والذي أنهى القتال المباشر بينهما.
ووقع الرئيس الإريتيري أسياس أفورقي ورئيس وزراء أثيوبيا، ابي أحمد، امس الأول، اتفاقية سلام بين بلديهما في جدة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد أل نهيان.
ويأتي هذا الاتفاق بعد خطوات متعددة باتجاهه ومنها اعلان البلدان، الثلاثاء الماضي، فتح الحدود البرية الفاصلة بينهما بعد إغلاقها لأزيد من 20 عاما على خلفية الحرب التي اندلعت بينهما في 1998 حول ما يعرف باسم «مثلث بادمي» الحدودي الذي يضم 3 مناطق بادمي وتسورنا ويوري 1998، لتعلن بذلك أسمره وأديس أبابا إنهاء واحدة من أطول المواجهات العسكرية في إفريقيا.
وقبل ذلك كان رئيس اريتريا ورئيس الوزراء الاثيوبي وقعا في التاسع من جويلية الماضي «إعلان أسمرة»، الذي تضمن ضرورة تطبيع العلاقات بين البلدين مع فتح الحدود بينهما في وقت لاحق، وانسحاب اثيوبيا من المناطق التي تسيطر عليها، بالإضافة إلى القيام بعمليات تطوير مشترك لموانئ اريترية على البحر الأحمر.
وشكل هذا الاعلان نهاية رسمية لعقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
إشادة واسعة
ثمنت العديد من الدول والاوساط السياسية جهود البلدين وحرصهما على تحقيق السلم والاستقرار لشعبيهما وتحقيق الاتفاقية التي وصفت بـ «التطور الهام « في منطقة القرن الافريقي والقارة باكملها. فقد أكد الامين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ان توقيع اتفاقية السلام بين إريتريا وإثيوبيا يمثل «حدثا تاريخيا» و»نافذة أمل للسلام» في العالم. قال في هذا الاطار أن الأمر يتعلق بـ «اتفاق غاية في الأهمية بالنظر إلى أن الأمن والأمل في هذا العالم بدأ ينضب «.
أيضا البرلمان الأفريقي هنأ من جانبه البلدان بالاتفاق التاريخي» لإنهاء حالة النزاع بينهما ودعا لان يشكل مثلا يحتذى به لإنهاء النزاعات في العالم أجمع.