طباعة هذه الصفحة

اللجنة المشتركة الجزائرية - الإماراتية :

نحو تعزيز و توسيع التعاون الاقتصادي في عدة مجالات

ستعرف العلاقات الجزائرية - الاماراتية دفعا  جديدا خلال الفترة المقبلة حيث ينتظر التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون  بين البلدين، خلال أشغال الدورة 14 للجنة المشتركة الجزائرية-الإماراتية  المقررة  يومي 17 و 18 سبتمبر الجاري بالجزائر.
وستسمح أشغال هذه الدورة بتوسيع التعاون في عدة مجالات  اين سيتم تقييم  العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وسيترأس ابتداء من اليوم،  كل من وزير الشؤون الخارجية عبد القادر  مساهل ووزير الاقتصاد لدولة الإمارات العربية المتحدة المهندس سلطان بن سعيد  المنصوري،أشغال الدورة.
وينتظر بحث فرص تكثيف وتوسيع علاقات التعاون بين البلدين بما يحقق مصالحهما  المشتركة في ظل توجيهات قائدي البلدين رئيس الجمهورية عبد العزيز  بوتفليقة و رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل  نهيان.
وتستهدف الجزائر والامارات رفع قيمة استثماراتهما الى حدود 20 مليار دولار على  المدى المتوسط بحسب مسؤولي البلدين، واستغلال الفرص المتاحة للبلدين في مجال  التصدير بحيث يمكن للجزائر ان تكون جسرا للإمارات المتحدة نحو افريقيا واوروبا  وبالمقابل تصبح الامارات جسرا للجزائر نحو أسواق اسيا.
وتتواجد  بالإمارات العربية المتحدة أزيد من 200 مؤسسة جزائرية تنشط في  عدة قطاعات مثل الخدمات والعقار والتجارة والنقل واللوجيستيك وأكثر من 15مؤسسة  اماراتية بالجزائر، وفق آخر الارقام المقدمة خلال الدورة 13 لأشغال اللجنة  المختلطة الكبرى  الجزائرية- الاماراتية التي انعقدت بأبوظبي سنة 2016 .
تبدي الشركات الاماراتية اهتماما بعدة فروع صناعية أهمها الصناعة  الميكانيكية والمناولة في مجال السيارات والطاقات المتجددة والصناعة  الصيدلانية.
ويتقاسم رجال الأعمال الجزائريون والإماراتيون نفس نظرة حكومتي بلديهما حيث  يسعون إلى العمل سويا من أجل تحقيق مشاريع تعود بالفائدة على كلا الطرفين.

كرونولوجيا متسارعة للتعاون
 
وعرفت الاستثمارات الجزائرية الاماراتية منذ 2014 توجها جديدا نحو الصناعة  والصيدلة  والنقل والتعليم العالي والطاقة  وغيرها، بعدما كانت ترتكز في  السابق على الخدمات والعقاري اين تم التوقيع في مايو من نفس السنة على عدة  وثائق قانونية بين البلدين تتضمن عقد شراكة بين مجمع صيدال وشركة «جفار» في  مجال صناعة الأدوية وبرنامج تنفيذي في مجال تسيير الأرشيف لسنوات 2014-2016 و  اتفاق تعاون بين وكالة الأنباء الجزائرية و وكالة الأنباء الإماراتية و مذكرة  تفاهم في مجال الشباب والرياضة، إلى جانب مذكرة تفاهم في مجال معادلة شهادات  التعليم العالي والبحث العلمي.
 ويعد مشروع مصفاة الألمنيوم ببني صاف بقيمة 5 مليارات دولار ومشروع انتاج  الحليب في تيارت ومشروع انشاء محطة توليد الكهرباء (حجرة النص 1200 ميقاواط)  بقيمة مليار دولار تجسيدا لهذا التوجه الجديد في الاستثمارات الاماراتية بالجزائر.
من جهة اخرى عرفت سنة 2017 دفعا اضافيا للتعاون في مجال الصناعة والمناجم ،حيث تم تحديد ابرز مجالات الاهتمام المشترك والتي تمثلت في الصناعة الميكانيكية  ومعالجة النفايات الصلبة والمناولة الى جانب صناعة الألمنيوم.
ففي مجال الميكانيكي تربط الجزائر والامارات المتحدة شراكات هامة على غرار  الشركة الجزائرية لإنتاج مركبات الوزن الثقيل من علامة ميرسيداس-بنز في  المنطقة الصناعية بالرويبة من طرف كل من المجمع الألماني دايملر (و هي الشركة  الأم لمرسيدس- بانز) و الشركة الوطنية للسيارات الصناعية و وزارة الدفاع  الوطني والمجمع الاماراتي «آبار».  
وسمحت هذه الشراكة بخلق ثلاث شركات مختلطة جزائرية-اماراتية-ألمانية سنة 2012  من أجل تطوير الصناعة الميكانيكية بالجزائر. و يتعلق الأمر بالشركة الجزائرية  لإنتاج سيارات الوزن الثقيل لعلامة مرسيدس-بانز بالرويبة والشركة الجزائرية  لإنتاج سيارات نفس العلامة بولاية تيارت و الشركة الجزائرية لإنتاج محركات  مرسيدس-بانز و دوتز و أم.تي.أو بقسنطينة.  
الى جانب ذلك تم انشاء مصنع جديد جزائري-اماراتي لصناعة وتحويل الحديد  بغليزان بطاقة انتاج 1 مليون طن /السنة، وبتكلفة إنجاز بلغت  300 مليون  دولار.
في نفس المجال يرتقب  إنشاء شركة مختلطة جزائرية-إماراتية لإنتاج الحديد  والصلب بعنابة  تحت مسمى «إيميرايت دزاير ستيل» وذلك بعد أن حظي مشروع هذه  الشراكة بالمصادقة من طرف مجلس مساهمات الدولة في شهر مارس 2018 بقيمة 6ر1  مليار أورو .
وفي ابريل 2017  تم التوقيع على مذكرة تعاون بين الوكالتين الجزائرية  والاماراتية للفضاء لتبادل الخبرات والتجارب التقنية في هذا المجال، وتحسين  المستوى التقني ودعم التكوين.  
وفيما يخص قطاع الفلاحة عرفت العلاقات الجزائرية الاماراتية توقيع بروتوكول  اتفاق بين مجمع أغروديف والشركة الإماراتية «إليت أغرو ال ال سي» بهدف تطوير  مزارع نموذجية خاصة بالحبوب والأعلاف والفواكه و الخضر.
وفي مجال التعليم العالي تم  تكثيف الزيارات العلمية والاقامات البيداغوجية  للخبراء والأساتذة من مصف الاستاذية بجامعات البلدين وتمكين طلبة ما بعد  التدرج والأساتذة من المشاركة في مختلف الملتقيات والندوات  المنظمة على مستوى  الجامعات  الجزائرية والاماراتية وتعمل الجزائر والإمارات المتحدة منذ اكتوبر 2017 على تفعيل اتفاق التعاون السياحي الذي تم توقيعه سنة 2007 عن طريق إنشاء لجنة مشتركة مكلفة بمتابعة  تنفيذه، إلى جانب وضع برامج زيارات منظمة إلى الجزائر، يتم عرضها على الوكالات  الإماراتية للترويج للجزائر كوجهة سياحية.
كما عرف التعاون الاقتصادي الجزائري الاماراتي توقيع عدة اتفاقيات حول  التجارة والنقل الجوي والبحري في مايو 2013،  تتعلق بمذكرة تفاهم تخص  الاجراءات الادارية الخاصة بتطبيق معاهدة الغاء الازدواج الضريبي الموقعة في  24 أفريل 2001 واتفاق التعاون في مجال الخدمات الجوية واتفاق يخص النقل البحري  والموانئ.
كما  تم في 2012 انشاء لجنة مشتركة جزائرية -اماراتية لمتابعة الاستثمار، مهمتها التكفل بالاستثمارات الجزائرية الاماراتية المنجزة او التي في طريق  الانجاز، والتي تجتمع مرة كل 6 أشهر لتقييم وضعية المشاريع بين البلدين، إلى  جانب انشاء اللجنة المشتركة للتعاون بين الجزائر ودولة الإمارات سنة 2014.
 
2 مليار أورو قيمة المبادلات التجارية بين البلدين

وحسب ارقام رسمية تقدر قيمة المبادلات التجارية بين الجزائر والإمارات خلال  الفترة الممتدة من 2009 إلى  2014  حوالي 2 مليار أورو، أين بلغت قيمة واردات  الإمارات من الجزائر 250 مليون أورو بينما بلغت قيمة صادرات الإمارات نحو  الجزائر 740 مليون أورو.
ويتطلع مسؤولو البلدين خلال الدورة  14 للجنة المختلطة الجزائرية  -الاماراتية المرتقبة غدا تأسيس شراكات جديدة وتوقيع اتفاقيات تفاهم واعدة  تدعم محفظة المذكرات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين والتي يتجاوز عددها  40 اتفاقية ومذكرة في شتى المجالات.