طباعة هذه الصفحة

«الشعب» على اثار فيضانات «الأربعاء الأسود» بتبسة

سباق ضد الساعة للتكفل بالحالات المتضرّرة المستعجلة

تبسة: مراسلة خاصة

5 ملايين دج مساعدة من ميزانية الولاية للعائلات
تتواصل عمليات التكفل بالمتضررين من فيضانات تبسة وتهيئة «وادي القاصر» والمجاري   المائية للحيلولة دون تكرار الكارثة. هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان وتعرض أدق التفاصيل.

في هذا الإطار، قام عطا الله مولاتي والي تبسة، مرفوقا برئيس البلدية ومديري القطاعات ذات الصلة، بمتابعة الأشغال وتقييم الخسائر وحرصا منه بتشخيص دقيق لنتائج التقلّبات الجوية الأخيرة والعمل على تفاديها مستقبلا. قام الوالي بخرجة ميدانيّة تفقديّة للأحياء المتضرّرة حيث توقف بالأزقة والشّوارع والتقى بالمواطنين المتضررين وولج عددا من المنازل التي غمرتها المياه وأتلفت بعض أغراض قاطنيها، وعاين عن كثب حجم الأضرار التي مسّت البنية التحتيّة، محاورا السّكان حول حقيقة ما حدث مطمئنا إيّاهم «أن الوضع في تحسّن مستمرّ وأن إجراءات قد اتخذت وعلى أعلى مستوى للتكفل التدريجي بالمطالب والانشغالات، بحسب الأولويات في انتظار انتهاء الدّراسة وتنفيذ المشروع القطاعي الأهم لحماية المدينة من أخطار الفيضانات»، حاثا «على وجوب إشراك المواطن في الاقتراحات العلمية والجدية لإنجاز مشاريع البنية التحتية «.
خلال معاينة الوفد الولائي، تم كشف عمليات الغش في أماكن عدّة، من طرف مقاولة أوكلت لها عمليّة انجاز ومدّ قنوات الصّرف الصحّي وشبكات مياه الشّرب بحي «طريق بكارية « حيث أعطى الوالي أوامر فورية بعدم تسوية الوضعيّة الماليّة للمقاول المعني إلى حين إعادة ما أنجز وفق دفتر الشّروط، ثم فتح تحقيق بشأنه، منتقدا وبشدّة الأشغال التي لم تحترم فيها مقاييس الانجاز وتم تمريرها منذ سنوات خلت.
 قال الوالي، «أن دراسات تقنية دقيقة وجديّة بوشرت للتكفّل بإعادة تأهيل الأحياء المتضررة وإعادة الاعتبار لها، «موضحا» أنه يعي جيّدا ويحسّ عميقا معاناة المواطنين المتضررين ويسعى جاهدا إلى تسريع الإجراءات لغرض التكفّل باحتياجاتهم».
تفقّد والي الولاية، الأشغال المتواصلة لتنظيف الشّوارع الرئيسية والطرقات من مخلفات الأمطار وإفراغ البالوعات، وتنقية المحيط وشفط المياه الرّاكدة ضمن العملية التطوعية التي دعا إليها، بمشاركة البلديّات والمؤسّسات العمومية والخاصة، مثمّنا المجهودات المبذولة للعمليّة، بغرض تنقية وتصفية وصيانة « واد تاغدة «. وهي العمليّة التي مكّنت من رفع كمّيات هائلة من الأحجار ذات الأحجام المختلفة ورفع أطنان من الأتربة والمواد الصلبة التي كانت تعيق مجرى الوادي. كما عاين الأضرار الناجمة عن الأمطار الأخيرة بالطّرق المرتبطة بممرّ السكّة الحديدية بطريق بكارية و»حي الزياتين « وأمر بالانطلاق في فتح ممرّات تحتها لتسهيل عملية التحكّم في مياه الأمطار ومرونة انسيابها.
 تفقّد مدرسة «زروال الجّمعي» بحيّ «باب الزياتين « موصيا «بالإسراع في انجاز بطاقة تقنيّة لإنجاز الإمساكية لأسطح الأقسام والتكفّل بترميم الأضرار»، وبنهج» هواري بومدين» عاين أشغال انجاز البالوعات الإضافية وربطها بالمجرى الرئيس للوادي المحاذي وإعادة شقّ طريق يدعّم الأزقّة المرتبطة « بحيّ بدوّار الغربة «، وعاين والي الولاية الممرّ السّفلي «بطريق عنابة» الذي تم فتحه أمام حركة المرور بعد تنظيفه من اثار الامطار ورفع ما كان بداخله من أتربة ونفايات وشفط المياه الراكدة.

رفع أزيد من « 2000 »م3 من النفايات الصّلبة وأزيد من250 طنّ من النّفايات المنزليّة

تدعّمت عمليّة رفع مخلّفات أمطار» الأربعاء الأسود» وتنظيف المحيط المتواصلة، بحملة إضافية شاركت فيها، بتعليمات وإشراف ومتابعة ميدانية من والي الولاية، البلديات 28 بعتادها وعمالها ومشاركة مؤسسات عمومية وخاصة، فضلا على عتاد وعمّال الولايات الخمسة المعزّزة لجهود إزالة مظاهر الفيضان منذ بدء العملية.
تمّ تسخير أزيد من مائتي آلية بين شاحنات وعتاد رفع وتجنيد مئة عامل، تكفّلت مصالح الولاية بتامين حاجياتهم، والعمليّة متواصلة وأسفرت في حصيلة أوليّة عن رفع أزيد من 2000 متر مكعّب من النفايات الصّلبة والأتربة من مخلّفات الأمطار، علاوة على رفع 250 طنّ من النّفايات المنزليّة.

اقتطاع   5 ملايين دج كمساعدة من ميزانية الولاية

اقتطع مبلغ 5 مليون دج كمساعدة من ميزانية الولاية لإجراء دراسة تقنيّة من اجل إعادة تأهيل « واد تاغدة « بالمنحدر الشرقي لمدينة تبسة، والمباشرة في إعلان طلب العروض للانطلاق فورا في انجاز دراسة تقنية جديّة لحماية المدينة من خطر الفيضانات تمس الجهتين العلوية والسفلية وطلب الاعتماد المالي للغرض في إطار البرنامج القطاعي للعام 2019.
 بهدف إبعاد الخطر عن المواطن تم تحيين الأماكن المتضرّرة بمختلف الأحياء لإعادة تأهيلها في انتظار تنفيذ المشروع القطاعي، والشروع في انجاز بالوعات إضافية بنهج «هواري بومدين» وبالطرقات والشوارع الرئيسية لامتصاص مياه الأمطار، وفتح ممرّات لتسهيل انسياب المياه، بطريق قسنطينة وتحت سكة الحديد « بطريق بكارية» بمنطقة «تاغدة «، والحرص على العمل الاستباقي لمجابهة أي طارئ. ومواصلة عملية تنظيف الأحياء من مخلفات الأمطار. وتنقية الأماكن التي تشهد ركودا للمياه، وتجمع النفايات الصلبة. وفتح مجاري الأودية.

أضرار كبيرة بالبنية التحتية، وخسائر في الممتلكات
 
 بحسب الأرقام الأضرار التي لحقت بعدد من أحياء مدينة تبسة جرّاء الأمطار الطوفانية الأخيرة، ومنها هلاك طفل جرفته السّيول وإصابة 18 شخصا بجروح غادروا المستشفى بعد تلقّيهم الإسعافات الأولية، تبدو كبيرة للغاية مثلما كشفته الندوة الصحفية التي عقدها المسؤول التنفيذي مؤخرا.
فقد تضررت  80 سيارة جرفتها سيول الأمطار- بعضها مسّته أضرار بليغة « وغمرت المياه العديد من السّكنات والعشرات من المحلاّت التّجارية التي مسّ التلف أجزاء من محتوياتها. وتضرّرت 200 بالوعة، وأصاب الضرر أرصفة واهتراء طريق على مسافة 2 كلم على مستوى» شارع هواري بومدين».
 سجّلت أضرار على مستوى القنوات الأرضية الباطنية «لحي الجرف وحي الميزاب « ومسّ الضّرر البنية التحتية لشبكات التّطهير وشبكات المياه الصالحة للشرب «بحي ذراع الإمام « وانجراف التربة «بحي الزاوية»، وهبوط أرضية بشارع «الأمير عبد القادر».
كما تمّ تسجيل حوالي 5 كلم بحواف الطرق بمختلف الأحياء التي تتطلب إعادة التهيئة في أقرب الآجال.
 كان والي تبسة  قد حذّر مرارا وتكرارا من الأوضاع التي سجلها في المدينة، خلال خرجاته الميدانية المتعددة إلى هذه الأخيرة، ومختلف بلديات الولاية، مناديا المواطنين بضرورة التوقّف الفوري عن البناء الفوضوي وخلق العشوائيات في النقاط السوداء وعند حوافّ الأودية وفوقها والكّف عن رمي النّفايات الصّلبة والهامدة وسط الأودية وعلى جانبيها.
 أوصى الوالي رؤساء البلديات والمصالح المتّصلة بها والهيئات المعنيّة بالعمل على تنقية الأودية وتنظيف محيطها وتسريح مداخلها ومجاريها تحسّبا لأي طارئ. والوضع في الحسبان التقلبات الجوية واستيقاظ الاودية النائبة.