اتهم فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية «قوى خارجية» بالعمل ضد استقرار بلاده. واعتبر السراج في تصريح لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية نشرته امس الأربعاء أن الاستقرار لم يتحقق في بلاده لأنه لم «يتم التوصل إلى حلول جادة وطويلة الأمد للانقسامات الداخلية شديدة العمق».
وأضاف :«هناك قوى خارجية تعمل ضدنا لمصالحها الخاصة. نعرف أنه يتم تسليح بعض الميليشيات بصورة سرية من الخارج». ورفض تسمية هذه الدول، وقال :«إنها تعرف جيدا (نفسها). إنها لا تريد ليبيا ذات سيادة». وأشار السراج إلى أن استمرار حروب العصابات في بلاده «يخدم مهربي البشر والأنشطة الإجرامية» في البلاد.
ودعا السراج المشير خليفة حفتر، المعين من جانب مجلس النواب بشرق البلاد قائدا للجيش، إلى «العمل معا من أجل الأهداف المشتركة والكف عن التحركات الأحادية».
وأشار إلى أنه لا يمكن إجراء الانتخابات قبل استعادة الأمن، موضحا :«لا يمكن إجراء اقتراع وهناك حالة من عدم الاستقرار في الشارع … كما أنه من الضروري أن يقبل الجميع بنتائج الانتخابات».
مناقشة الترتيبات الأمنية
كما التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السرّاج، أمس ، المبعوث الأممي إلى البلاد غسان سلامة، لمناقشة الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس، بحسب البعثة الأممية.
وأفادت البعثة الأممية إلى ليبيا، في تغريدة عبر حسابها على تويتر، أن الاجتماع جرى صباح امس ، بمشاركة قادة عسكريين من مناطق مختلفة في الغرب الليبي.
وقال المبعوث الأممي، إن هناك استعداد من المجتمع الدولي للتعامل بحزم مع من يتلاعب أو يخرق وقف إطلاق النار في طرابلس الذي تم التوصل إليه قبل أيام برعاية أممية. وأضاف سلامة بأنه عقد امس اجتماعاً مع البعثات الدبلوماسية والسفراء، لمناقشة خروقات وقف إطلاق النار ومن يقف وراءها، بحسب التغريدة ذاتها.
أشارت البعثة الأممية في تغريدة أخرى، أن الاجتماع الخاص بالترتيبات الأمنية، ناقش ترسيخ وقف إطلاق النار، وإنشاء لجنة مراقبة ولجنة ترتيبات أمنية.
عودة الهدوء الحذر
جاء الاجتماع بعد عودة الهدوء الحذر إلى العاصمة طرابلس، صباح امس ، بعد اشتباكات دامت عدة ساعات، فيما لم يصدر عن مكتب المجلس الرئاسي تفاصيل حول فحوى الاجتماع. ومساء الثلاثاء، سمعت أصوات اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في أماكن مختلفة من العاصمة الليبية بين الأطراف المتصارعة، قبل أن يعود الهدوء مع ساعات الفجر. فيما توقفت حركة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، إثر سقوط قذائف عشوائية عليه في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.
خلال الفترة الأخيرة، شهدت طرابلس اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة على النفوذ ونقاط التمركز بالعاصمة، قبل أن تتوقف بتدخل أممي أسفر عن إعلان وقت لإطلاق النار في 4 سبتمبر الجاري.
سلامة مع إجراء الانتخابات
جدد المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، امس، التأكيد على ما ذكره في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، حيث شدد على ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا وعلى إمكانية العمل من أجل استيفاء شروط إجرائها.
وقال في مقابلة نشرتها صحيفة « لا ريبوبليكا» الإيطالية امس: «لإجراء الانتخابات، بالطبع، من الضروري توفر بعض الشروط. وسيكون من الضروري الاجتهاد لاستيفاء هذه الشروط، ولكن من الممكن تحقيقها».. موضحا أن الأمم المتحدة ملتزمة بجدية بهذا الهدف، وذلك أيضا بفضل دعم المجتمع الدولي.
كما أعاد المبعوث الأممي التذكير بأن الرأي العام الليبي أعطى مؤشرات واضحة: التغيير يجب أن يمر عبر الانتخابات، بطريقة سلمية وديمقراطية.
موغريني: اتفاق الهدنة يجب أن يحترم
أكدت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني أنه لا يمكن إجراء انتخابات في ليبيا دون الاتفاق على إطار قانوني ودستوري واضح، ودون تهدئة الوضع الأمني.
شددت موغريني، في كلمة أمام جلسة للبرلمان الأوروبي عقدت الثلاثاء، على ضرورة الاتفاق على إطار عمل دستوري قبيل إجراء انتخابات في ليبيا، وقالت: «سيكون من غير الحكمة انتخاب رئيس للبلاد في ظل الفراغ القانوني الذي تشهده ليبيا».
كما أشارت إلى أهمية توافر بيئة أمنية سليمة من أجل ضمان سلامة الانتخابات والناخبين، وأن تكون هناك ضمانات بقبول جميع الأطراف الليبية لنتائج الانتخابات مهما كانت.
قالت موغريني إنه لا يحق لأي طرف تحديد موعد الانتخابات، سوى الليبيين أنفسهم. وقالت: «لهذا السبب هناك مفوضية الانتخابات، ونحن ندعمها. نحن نريد أن يكون الليبييون هم من يقودون العملية، وعلينا تقديم الدعم التقني والمادي».
وقالت: «لطالما كان ذلك هو الموقف الأوروبي المشترك. وأبلغ وفد المفوضية الأوروبية تلك الرسالة إلى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ومجلس النواب، خلال زيارة في ماي الماضي». وأشارت موغريني في كلمتها إلى أن أكثر من مليوني ونصف مليون ليبي سجلوا أسماءهم للتصويت في الانتخابات المقبلة.
وطالبت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جميع الأطراف الليبية باحترام اتفاق الهدنة في العاصمة طرابلس، والابتعاد عن الخطابات والبيانات «التحريضية».