يسود هدوء حذر العاصمة الليبية طرابلس، بعد إعلان وقف إطلاق النار برعاية أممية، بغية إنهاء اشتباكات اندلعت بين فصائل مسلحة في 26 من أوت الماضي، وأسفرت عن سقوط 61 قتيلا وإصابة 159 آخرين.
أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين الفصائل المسلحة التي تتقاتل منذ أكثر من عشرة أيام في العاصمة طرابلس، وسارعت كل من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة بالترحيب به وطالبت بالالتزام في تنفيذ بنوده.
ذكرت البعثة الأممية على موقع «تويتر» أن الاتفاق ينص على عدم التعرض للمدنيين واحترام حقوق الإنسان وعدم المسِّ بالممتلكات العامة والخاصة، كما يقضي بإعادة فتح مطار معيتيقة في طرابلس المغلق منذ يوم الجمعة، مع امتناع كافة الأطراف عن اتخاذ أي إجراء يؤدي إلى مواجهات مسلحة.
جاء هذا الاتفاق بعد اجتماع بمدينة الزاوية غرب البلاد عقده رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا غسان سلامة مع ممثلين عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ووزير داخلية هذه الحكومة وقادة عسكريين بينهم قائدُ المنطقة العسكرية لغرب ليبيا وقادةُ مجموعات مسلحة موجودة في طرابلس وما حولها. نقلت بعثة الأمم المتحدة عن سلامة قوله إن الاجتماع لا يهدف لحل كل المشاكل الأمنية للمدينة، ولكن للبدء في وضع الإطار الملائم لحلها.
لم يتضح بعد كيف سيجري تنفيذ الاتفاق مع تجاهل المسلحين دعوات لإلقاء أسلحتهم سبق أن وجهتها لهم حكومة الوفاق التي تساندها الأمم المتحدة. كان مسؤولون محليون قد توسطوا في وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي، لكنه لم يصمد.
7 بنود مُلزمة لأطراف النزاع
نشرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نص اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الاقتتال الذي شهدته مدينة طرابلس، منذ 26 أوت الماضي، والذي جرى التوصل إليه برعاية المبعوث الأممي د.غسان سلامة، في ختام اجتماع البعثة بالأطراف المعنية الذي انعقد الثلاثاء في دار الكتاب بمدينة الزاوية. و«حال توقيع الاتفاق، تلتزم الأطراف بما يأتي:
1. وقف جميع الأعمال العدائية.
2. عدم القيام بأية تحركات عدائية من شأنها عرقلة تطبيق وقف إطلاق النار.
3. عدم التعرض للمدنيين واحترام حقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه في القوانين الوطنية والدولية.
4. عدم المساس بكل الممتلكات الخاصة والعامة.
5. ضمان إعادة فتح مطار معيتيقة وكافة الطرق في العاصمة والمؤدية إليها.
6. الامتناع عن اتخاذ أي إجراء قد يفضي إلى مواجهات مسلحة، بما في ذلك جميع تحركات القوات أو إعادة تزويدها بالذخائر، أو أية أعمال أخرى قد يُنظر إليها على أنها مثيرة للتوتر.
7. ضمان احترام هذا الاتفاق من قبل جميع المجموعات المنضوية تحت إمرة الأطراف الموقعة عليه».
وسيواصل الممثل الخاص للأمين العام «مساعيه الحميدة والعمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق سياسي دائم مقبول للجميع، من أجل تفادي المزيد من الخسائر في الأرواح ولمنفعة شعب ليبيا»، بحسب البيان.
ترحيب دولي
رحبت كل من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة بتوقيع الاتفاق، وشددت في بيان مشترك على ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية على الفور والالتزام بالاتفاق، كما طالبت بالامتناع عن أي عمل قد يضرّ به، مما يهدد سلامة المدنيين ويؤخر الجهود الليبية لدفع العملية السياسية قدما والمضي إلى الأمام بروح التسوية.
وجددت الدول الأربع دعمها لفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي تعمل بالشراكة مع الأمم المتحدة لتعزيز المصالحة ودعم العملية السياسية التي يقودها الليبيون.
في السياق، أعلن المجلس الأعلى للدولة الليبية (هيئة استشارية)، امس، ترحيبه ودعمه للاتفاق، وطالب في بيان المجلس الرئاسي بالالتزام بتطبيق الترتيبات الأمنية وفق اتفاق السلام الاممي الموقع في 2015. في أحدث حصيلة أعلنتها إدارة شؤون الجرحى في طرابلس (التابعة لوزارة الصحة بحكومة الوفاق)، أسفرت مواجهات طرابلس عن سقوط 61 قتيلا وإصابة 159 آخرين.
مؤتمر للمصالحة
أعرب حكماء بلدية إجخرة في بيان عن استعداد مدينتهم لاستقبال جميع الأطراف المتنازعة الى طاولة واحدة للحوار، بما يخدم مصلحة واستقرار البلاد. وأشار نص البيان، إلى أن حكماء وأعيان ومؤسسات المجتمع المدني في بلدية إجخرة يؤيدون الخطوات التي يقوم بها المجلس الأعلى لقبيلة أزوية لتوحيد القبائل الليبية، من خلال ملتقى تصالحي شامل يتم الاستعداد له في الأيام المقبلة.