وجهت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية نداء دقت من خلاله «ناقوس الخطر» ازاء الوضعية الصحية الخطيرة التي يمر بها المعتقلون السياسيون الصحراويون المضربون عن الطعام بالسجون المغربية خاصة سجن ايت ملول 1.
ويتعلق الأمر بكل من المعتقل « عبد المولى الحافظي « و» محمد دادا « للذان يخوضان إضرابا عن الطعام تجاوزا 38 يوما ،اضافة الى رفيقهم المعتقل السياسي «عالي الشرقي « الذي تجاوز 27 يوما في اضرابه المفتوح عن الطعام .
وناشدت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية، كل الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان من اجل الضغط على الاحتلال المغربي لتمتع المعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام بكامل حقوقهم المشروعة، محملة في ذات السياق الاحتلال المغربي المسؤولية الكاملة عن سلامة جميع المعتقلين الصحراويين المضربين عن الطعام.
تجدر الإشارة، إلى أن العديد من المعتقلين السياسيين الصحراويين قد دخلوا في إضراب عن الطعام، تنديدا بالظروف الاعتقالية المزرية التي يعيشونها داخل سجون الاحتلال المغربي ، ويتعلق الأمر بكل من خليهنا الفاك بالسجن الأكحل بالعيون المحتلة وعزيز الواحيدي بسجن بوزكارن جنوب المغرب
المعتقل محمد باني يضرب عن الطعام
شرع المعتقل السياسي الصحراوي ضمن مجموعة أگديم إزيك محمد باني بالسجن المحلي أيت ملول 2 ابتداءا من الاثنين في إضراب إنذاري عن الطعام .
ويخوض محمد باني هذا الإضراب الإنذاري عن الطعام احتجاجا منه على الإجراءات التعسفية التي عمدت الإدارة السجنية أيت ملول 2 إلى اعتمادها طيلة الأسابيع السابقة في حق المعتقل السياسي الصحراوي وعائلته التي تعاني هي الأخرى من هذه الإجراءات التعسفية إذ أصبحت تنتظر لعدة ساعات قبل السماح لها بإجراء الزيارة العائلية في ظل قساوة الظروف المعيشية وبعد المسافة التي لا تقل عن 600 كلم من الصحراء الغربية باتجاه مدن جنوب المغرب إضافة لما يتعرض له من مضايقات وإستفزازات متعمدة من طرف موظفي السجن ومصادرة كل الحاجيات الخاصة به وإتلافها بطريقة متعمدة من وجبات غذائية وأشياء أخرى .
كما أقدمت ذات الإدارة السجنية حسب إفادة لأسرة هذا الأخير توصلت بها رابطة حماية السجناء ودون مراعاة للظروف الإنسانية التي تمر منها إثر وفاة العم الأصغر للمعتقل السياسي الصحراوي محمد باني تزامنا وعبد الأضحى المبارك بعد منعه يوم الجمعة الماضي من الاتصال الهاتفي لتقديم التعازي والمواساة لأفراد العائلة إحتراما وتنفيذا لما تنص عليه الشعائر والمقدسات الإسلامية.
تقليص المساعدات قرار غير إنساني
وصف الكاتب الصحفي الايطالي اماديوليكوتشي في مقاله الهام الصادر في عدد الاسبوع الجاري من مجلة «جمعة الجمهورية» قرار تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة من طرف المنظمات الدولية المختصة في هذا الشأن وحكومات الدول بالقرار غير الإنساني وانه يهدد حياة مئات الألاف من الاطفال والنساء والشيوخ.
وقال الكاتب الإيطالي ان اكثر من مائتي الف لاجي يعيشون في مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ الإجتياح المغربي لأرضهم وذلك منذ اكثر من اثنين واربعين عاما.
وجاء في المقال ان مخيمات اللاجئين الصحراويين تقع في صحراء قاحلة واسعة كانوا في البداية عبارة عن خيم صغيرة متفرقة ومع الوقت ومع استمرار النزاع وعدم ايجاد حل لقضيتهم تكيف اللاجئون الصحراويون مع الوضع وتمكنوا من بناء بيوت من الطين ولكنهم يقولون يضيف الصحفي ان هذه البنايات والخيام هي مساكن مؤقتة ولن تكون ابدا ابدية ولا يمكن ان تكون ارضا لنا لاننا نتطلع في كل يوم الى العودة الى ارضنا الحقيقة التي شردنا منها.
ويقول بوحبيني يحي بوحبيني رئيس الهلال الاحمر الصحراوي الذي إلتقاه الصحفي ان الصحراء بالنسبة للاجانب هي مكان جميل للسياحة ولكن ان يختار الإنسان العيش واللجوء فيها الى الأبد فذلك امر صعب جدا وسيبقى الإنسان اسيرا للمساعدات الإنسانية وهذا ما نرفضه كصحراويين لان وضعنا هذا مؤقت وليس دائما فرضته ظروف الإحتلال المغربي لارضنا ورفضنا للبطش والظلم والقتل والإعتقال ولابد ان يزول كل ذلك يوما ما.
جدار الذل والعار المغربي .. مروّع
ويعرج الصحفي الإيطالي في مقاله الهام على وضعية اللاجئين الصحراويين ويقول انه وبما انه لا يوجد عمل ولا فرص شغل فإن اللاجئين يقضون اغلب وقتهم في إعداد وشرب الشاي وهي عادة يختص بها الشعب الصحراوي ويقول الكاتب الايطالي ان كل صحراوي يحمل معه دائما لوازم الشاي وان بعض اللاجئين ونتيجة لطول الوقت يخرجون الى ارضهم بالقرب من الجدار العازل ويتنفسون هواءها وهناك يستمتع الصحراويين بإعداد الشاي أكثر.
وقال ايمادوليكوتشي انه ورغم كل هذه الظروف الصعبة فإنه لم يلتقي صحراويا واحدا خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق المحررة ضاع لديه الامل في العودة الى ارضه، ويقول ان الصحراويين الكبار في السن يقولون دائما انهم قد لا يتمكنوا من رؤية ارضهم مجددا ولكن أبناءنا واحفادنا حتما وأكيد سيعيشون عليها يوما ما يبدوا قريب لانه لابد من الإعتراف بحقوقنا المشروعة وتحقيق العدالة.
وتختم المجلة مقالها الطويل والذي سلط الضوء على جدار الذل والعار المغربي واصفا اياه ب»المروع» وكذلك بالحديث عن الوضع الإنساني، بالقول انه وخلال شهر افريل الماضي تم تجديد ولاية بعثة المينورسولستة اشهر فقط من طرف مجلس الامن وان هذه البعثة مهمتها هي تنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية من اجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير بكل حرية، وان هذا التمديد ربما قد يكون الأحسن للضغط من اجل وضع نهاية لمعاناة شعب يتطلع الى تصفية الإستعمار من ارضه كأخر مستعمرة في افريقيا.