تحتضن المكتبة الوطنية بالحامة، يومي 1 و2 سبتمبر المقبل، “اللقاءات السنوية المتوسط إفريقيا للأديبات الشابات” (رماج). وينتظر أن يفتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي التظاهرة، فيما تحلّ الكاتبة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية فايزة قان ضيفة شرف على “رماج” التي ستشهد تنظيم ندوات أدبية وفكرية وورشات. وتأتي هذه الطبعة الأولى تأتي تكريما للكاتبة يمينة مشاكرة، التي سيتم إطلاق جائزة أدبية باسمها، تمنحها لجان تحكيم نسائية في اللغات الثلاث.
تكرم “اللقاءات السنوية المتوسط إفريقيا للأديبات الشابات” (رماج)، في اليوم الثاني من برنامجها، الكاتبة والطبيبة النفسانية الراحلة يمينة مشاكرة، بعرض فيلم يتناول سيرتها، وبإطلاق جائزة تحمل اسمها، تفصل فيها لجان تحكيم مكونة من نساء، وتكرم الأعمال في اللغات الثلاث. وتترأس ربيعة جلطي لجنة التحكيم في اللغة العربية، وليندة كوداش لجنة التحكيم في اللغة الأمازيغية، أما لجنة التحكيم في اللغة الفرنسية فتترأسها مايسة باي.
قبل ذلك، ينتظر أن يفتتح وزير الثقافة التظاهرة صبيحة يوم السبت المقبل، قبل الانطلاق في الندوات التي يتمحور موضوع أولاها “جرأة المستقبل” حول الكتابة والآمال أو الاحتمالات الممكنة للكاتبة الجزائرية، وتستضيف الندوة الكاتبة الفرنسية جزائرية الأصل فايزة قان. فيما تتطرق الندوة الثانية “لنعش الحرية” إلى تجليات الحرية في العمل الأدبي، ورهانات الكتابة ومعانيها من خلال هذا المفهوم. وتشارك في الندوة أسماء منها أمال بوشارب وليندة شويتن.
وتعنى الندوة الثالثة “الترجمة بأمانة” بدور النساء في حركة الترجمة والكتابة، وتنشطها أسماء منها الدكتورة ربيعة جلطي.
وينشط الندوة الرابعة “لننشر للنساء”، صبيحة اليوم الثاني، ناشرات ومكتبيات على غرار آسيا علي موسى (دار النشر ميم)، آسيا باز (الوكالة الوطنية للنشر والإشهار آناب)، سميرة بن دريس (الإبريز).. وتناقش الندوة مواضيع منها تشجيع المواهب واكتشاف الأقلام الجديدة، المساواة، الرقابة والرقابة الذاتية، التمييز الجنسي، وكذا مشاكل النشر والتوزيع. أما الندوة الخامسة “حديث في الكتابة” تستعرض التجارب الأدبية لمجموعة من الكاتبات اللواتي سينشطن اللقاء.
كما يتضمن البرنامج ورشات عديدة، منها ما يتطرق إلى مكانة الأدب الجزائري القادم من الخارج في البرنامج الجامعي الجزائري، ومستقبل هذه الكاتبات في بلدهن الأصلي، ومنها ما سيعرّج على الإخراج وكتابة السيناريو، الأدب باللغة الأمازيغية ومكانته في الأدب الجزائري.
في سطور:
يمينة مشاكرة روائية وطبيبة أمراض عقلية، ولدت عام 1949 في مسكيانة بولاية أم البواقي.
لم تكن تتجاوز التاسعة حينما تعرض والدها للتعذيب على يد الاستعمار الفرنسي، وترك ذلك أثرا عميقا في شخصيتها.
درست طب الأمراض العقلية بجامعة الجزائر، وخصصت مذكرة تخرجها لأبوليوس المادوري.
التقت كاتب ياسين، وقد رافقها في كتابة روايتها الأولى وأسدى لها النصح.
بدأت كتابة روايتها الأولى “المغارة المتفجرة” سنة 1973، عندما كان تدرس الطب النفسي، وبعد إعادة كتابتها ثلاث مرات، نشرتها سنة 1979.
سنة 1997، كانت تعالج صبي صغير كطبيب نفسي، ومن هنا استوحت كتابة روايتها الثانية “آريس”، والتي نشرت سنة 1999.
نُشر لها قصة “صحوة الجبل” في الملحق الثقافي لجريدة المجاهد سنة 1976.
قال عنها كاتب ياسين في مقدمة رواية “المغارة المتفجِّرة”: “في بلادنا، امرأة تكتب هي امرأة تساوي وزنها بارودا”.
بعد صراع طويل مع المرض، توفيت يمينة مشاكرة في الجزائر العاصمة يوم 19 ماي 2013، عن عمر يناهز الـ 64 عاما.