طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تقف على المكاسب والمرافق الصحية بعاصمة الأوراس

نقلة نوعيــــة وأنسنــــة الخدمـات مرهون بالتـوزيــع العـادل للطاقـم الطبــــي

استطلاع باتنة: لموشي حمزة

4 مؤسسات جديدة وتخرٌج عدة دفعات طبية في مختلف التخصصات
عمليات جراحية الأولى وطنيا ومطالب برفع التجميد عن المستشفى الجامعي الجديد

 تشهد عاصمة الأوراس باتنة، في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في عدة قطاعات حيوية، لها صلة مباشرة بانشغالات الساكنة، على غرار قطاع الصحة، الذي استفاد من عدة مرافق وانجازات كبيرة تندرج في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وضعت فور استلامها هذه السنة حدا نهائيا لمعاناة السكان خاصة ببعض المناطق النائية بالولاية.
أكد والي باتنة، عبد الخالق صيودة، مساعي السلطات الولائية على المضي قدما في التكفل الجاد باحتياجات المواطنين خاصة تلك المتعلقة بأنسنة الخدمات الصحية بالولاية وذلك بعد كسب رهان وفرة المرافق وتوزعها المتوازن والعادل في كل إقليم الولاية، خلال زياراته الميدانية الأخيرة للمرافق الصحية التي تم تدشينها مؤخرا بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب.
وأشار صيودة إلى أن رئيس الجمهورية يولي أهمية كبيرة وخاصة لقطاع الصحة بالولاية من خلال  مواصلة دعم انجاز المرافق رغم الظروف المالية الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث أصبح لعاصمة الاوراس 4 مؤسسات استشفائية عمومية جديدة بها أحدث التجهيزات الطبية تم مؤخرا تزويدها جميعا بأطقم طبية شابة بعد تسجيل تخرج عدة دفعات في مختلف التخصصات.
وتعتبر المؤسّسات الاستشفائية الجديدة، بكل من دائرتي رأس العيون، و ثنية العابد، بطاقة استيعاب بـ120 سريرا، وكذا  مستشفى 60 سريرا والعيادة الحضرية الخاصة بالتوليد جنوب الولاية 80 سريرا ببريكة، من بين أهم المكاسب التي تعزز بها القطاع مؤخرا، وبمدينة باتنة تدعم القطب الحضري بوزوران بجناح خاص بالاستعجالات الطبية من شانه تخفيف الضغط الكبير المسجل بالمستشفى الجامعي لباتنة خاصة في الفترة الليلية.

19 سنة من الإنجازات والمكاسب

كشفت إحصائيات رسمية قدمها والي باتنة، عبد الخالق صيودة مؤخرا، خلال إشرافه على حفل تخرج عدة دفعات خاصة بمختلف تخصصات قطاع الصحة عن المكاسب الهامة التي تحققت في قطاع الصحة
بالولاية منذ سنة 1999 وإلى غاية اليوم، حيث ارتفع عدد المستشفيات بالولاية من 07 سنة 1999 إلى 12 مستشفى سنة 2017.
 كما ارتفع عدد القاعات متعددة الخدمات من 17 إلى 60 قاعة، وقاعات العلاج من 163 إلى 264، وعيادات الأمومة من 11 إلى 19، أمّا بالنسبة للموارد البشرية، فقد قفز عدد الأطباء العامّين إلى 1043 طبيبا سنة 2017 بعد أن كان لا يتجاوز 475 طبيبا فقط سنة 1999.
وفيما يخص الأطبّاء الأخصائيين، الذين كانوا في وقت سابق بسبب قلتهم مشكلا يؤرق السلطات المحلية والمركزية، حيث وصل العدد إلى 821 طبيبا مختصا، بعد أن كان 138 فقط، و أطباء الأسنان، بـ 492 طبيبا سنة 2017، في حين لم يكن عددهم يتجاوز 165 خلال 1999، وبالنسبة لشبه الطبي، فقد وصل عدد الأعوان إلى 3763، في حين لم يكن عددهم يتجاوز 2021 أي بفارق قدره 1742 عونا، مقارنة بسنة 1999، كما وصل عدد الصّيادلة إلى 451 مهنيا في الوقت الذي كانت تتوفر فيه الولاية على 129 فقط.

تحسن كبير في الخدمات الصحية المقدمة

وفي سياق الهياكل الصحية التي استفادت منها باتنة، نذكر مشروع مدرسة للتكوين شبه الطبي بسعة 500 مقعد بيداغوجي بالمدينة الجديدة حملة 03 ، تقوم فور استلامها بتكوين الممرضين في مختلف التخصصات لضمان تكوين الكادر البشري الخاص بتسيير هذه المرافق الصحية.
ويطمح سكان الولاية لرفع التجميد عن احد أهم المشاريع التي من شانها تحسين الخدمة العمومية المقدمة للمواطنين ويتعلق الأمر بالمستشفى الجامعي الجديد الذي استفادت منه باتنة، والذي اختير له موقع بحملة 03 لإنجازه، ليتم تجميده بفعل الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر، خاصة وان المستشفى الجامعي الوحيد بباتنة أصبح جهويا باحتضانه لمرضى عدة ولايات من الشرق والجنوب الجزائري، حتى أصبح عاجزا عن تقديم خدمات صحية لائقة بفعل الضغط الكبير علي، رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها طاقمه الإداري والطبي.
ويتوفر المستشفى الجامعي بن فليس التهامي بباتنة  على 635 سريرا به 15 مصلحة و50 وحدة و5 أقسام عمليات جراحية و15 قاعة ملاحظة و6 قطاعات صحية تشرف على 9 مستشفيات و11 مؤسسة استشفائية جوارية، موزعة على الدوائر الـ21 بمجموع 2047 سريرا، أي سرير لكل 834 نسمة، إضافة إلى 13 عيادة بـ280 سريرا، 22 سيارة إسعاف، 236 عيادة جراحة أسنان و313 صيدلية.

مستشفى جهوي لمكافحة الأمراض السرطانية

لعل أهم المرافق الصحية التي تدعم بها القطاع بباتنة، في السنوات الأخيرة، المركز الجهوي لمكافحة الأمراض السرطانية منذ افتتاحه سنة 2012 ، رصد له غلاف مالي ضخم، دخل الخدمة وأنجز بطاقة استيعابية تقدر بـ240 سريرا، يقدم خدمات صحية للمصابين بمختلف الأمراض السرطانية لـ 24 ولاية من مختلف أنحاء الوطن، خاصة تلك الواقعة بالجنوب الشرقي للبلاد، يتوفر على عدة مصالح طبية في اختصاصات الطب النووي، الكشف، مخبر، بنك لجمع الدم و كشوفات العلاج الكيماوي، يتوفر على 3 مسرعات وجهازي سكانير ويتوفر أيضا على فندق صغير خاص بإيواء مرافقي المرضى، و يستقبل المركز يوميا حوالي 100 مريضا، يتلقون العلاج كل حسب حالته المرضية، حيث يأتي مرضى العلاج الكيميائي في صدارة المرضى يليها مرضى أمراض الدم يتبعها المرضى المعالجين بالأشعة.

200 عملية زرع للكلى تحول باتنة لقطب طبي وطنيا

تصدرت ولاية باتنة، للعام الثالث على التوالي الترتيب الوطني في عدد عمليات زراعة الكلى الناجحة ،حسبما أفاد به البروفسور حسين شاوش عميد أطباء زراعة الكلى بالجزائر و أول طبيب يجري هاته العملية في تاريخ الجزائر في لقاء سابق مع جريدة»الشعب»، ليتحول بذلك مستشفى باتنة الجامعي لقطب وطني بامتياز بعد تمكن الفريق الطبي من تجاوز عتبة الـ200 عملية زرع ناجحة منذ مارس 2014 تاريخ إجراء أول عملية،  حيث استهلت  بإجراء 14 عملية فقط خلال سنة 2014، ليرتفع الرقم بعدها  إلى 50 عملية سنة 2015 وتواصل النجاح ببلوغ  65 عملية زرع في 2016 وفي السنة الحالية بلغ عدد العمليات التي أجريت وبنجاح 85 عملية.
وأشار شاوش والذي يرجع له الفضل في تأطير وتكوين الفريق الطبي المختص بزراعة الكلى بمستشفى باتنة، ، إلى أن الجزائر تحصي أكثر من 20 ألف حالة مرض قصور كلوي يحتاج أصحابها لزراعة كلى بعدما لم تعد عملية الغسيل الكلوي تجد نفعا بسبب تقدم المرض.