تشهد الحركة الثقافية بولاية عين الدفلى انتعاشا كبيرا بفضل تدخل جمعية سيراط بومدين لمسرح العامرة الذي يصنع المشهد الثقافي من خلال تظاهرة «ليالي الفكاهة والضحك «التي استقطبت جمهورا استثنائيا بالبلديات الريفية والمدن الحضرية التي لقيت إعجاب الفنانين .
بحسب الجمهور الذي فضل الإستمتاع بالعروض الفنية المقدمة من طرف الفنانين وسط أجواء بالشواطئ لاستنشاق نسمات البحر، فإن وجود الفنانين بمناطقنا الريفية مكننا من الإحتكاك المباشر معهم ومتابعة العروض التي عالجت مواضيع متنوعة كالزواج والعلاقات الأسرية التي يبرز فيها فضل الأم في لم شمل العائلة من خلال تدخلاتها الحكيمة ونقد بعض المظاهر السلبية الخاصة بالحفالات والأعراس الشعبية يقول خالد وزميله رشيد اللذان شد انتباه الجمهور المتجاوب مع الرقصات الإقاعية التي أحدثتها فرقتي ثلاثي الضحك من سيدي بلعباس وحمو هويدف من مستغانم والتي كان أفرادها نموذجا ورمزا لتلك المظاهر يقول محدثونا. ونفس الإنطباع خرج به سفيان وزملاؤه ناصر وكريم و ملياني من قرية أولاد سالم ببلدية عريب التي عاشت أجواء رائعة في ليلة ساهرة كسرت هدوء المنطقة يقول محدثونا الذين أثنوا على جهود جمعية سيراط بومدين لمسرح العامرة بعد نجاحها في تظاهرة الأيام المسرحية لمدينة العامرة التي حضروا فعالياتها قبل أقل من شهرين يقول هؤلاء.
وبنظر رئيس الجمعية سيراط بومدين عبد العزيز عزرين المنظمة لليالي الضحك والفكاهة والتي انطلقت منذ الفاتح أوت إلى غاية الفتاح من شهر سبتمبر فإن نجاح التظاهرة يعود لفضل جهود الوالي بن يوسف عزيز في دعمه للجمعية وإعادة بعث نشاطها بعد سنوات من الركود وتوفير الظروف لإيصال عروض الفنانين إلى أقصى المناطق الريفية بكل من بطحية وبلعاص وجليدة والماين وعريب وغيرها بمافيها المدن الحضرية كخميس مليانة والعامرة والعطاف والعابدية ومليانة وعاصمة الولاية وهذا من خلال كوكبة من الفنانين أمثال بختة ومصطفى هيمون وحزيم فرق ثلاثي الضحك لكل من برج منايل ومستغانم وسدي بلعباس وزبير بلحوروخساني والفنانين مفيدة وسدو ومحمد زهيد وأحمد القوسطو والفنان ومراد صولي وعبد القادر السكتور وغيرهم من عملاقة مسرح الفكاهة والضحك المشهود لهم على الساحة الثقافية يقول رئيس الجمعية الذي اعتبر الطريقة الرمزية في عروض الفنانين بمثابة تحريك للضمائر والنفوس من زرع قيم جديدة إجتماعية وأخلاقية ونفسية تتعلق بالسلوك يشير محدثنا .
وفي لقائنا بالفنانين أعرب كل محمد حزيم ومصطفى هيمون المعروف بـ (مصطفى غير هاك) وعناصر فرقة ثلاثي الضحك لسدي بلعباس عن إعجابهم بالجمهورالذي توافد على قاعات وفضاءات عروضهم بالسلوك المسرحي وحسب تقديرهم لرسالة الفكاهي الذي يعمل على تحريك الشعور ودغدغة العواطف في مواقف لايعيرها بعض المتفرجين إهتماما في وقت تنال بعض الومضات يشير حزيم إلى إلتفاتة ومراجعة الذات إما بالإقلاع عنها أو التمسك بها كقمة مهما كانت يشير ذات الفنان. أما «مصطفى غير هاك» فلم يتوان في توجيه نداء للفنانين بالإقبال على رعاية هذا اللون التعبيري الفني مع قبول التضحية وعدم الإصغاء لما سماهم بالمعرقلين أو الذين يحفرون في الليل ويهدمون في النهار وهي إشارة لمن يعادي الفعل الثقافي وينتقص من دوره في بناء المجتمع وصيانة تراثه.في حين يرى ثلاثي الضحك لسدي بلعباس أن التشبث بهذا الفن يطلب تضحيات كبيرة من طرف الفنانين لذا فبادرة الدعم التي قدمتها السلطات الولائية لعين الدفلى عمل نعتبره شجاع ومسؤول لما للقطاع من أهمية يضيف أفراد الفرقة.