ضيعنا الكثير من الوقت في الحديث عن اللاعب المحلي والمحترف
سأطلب من اللاعبين التتويج باللقب القاري في الكاميرون
«الأهداف التي سطرت لي لا تخيفني، سيعتقد البعض بأني مجنون لكني سأطالب اللاعبين بالتنقل إلى الكاميرون من أجل التتويج باللقب القاري»هذا أهم ما قاله الناخب الوطني الجديد «جمال بلماضي» في لقائه الأول مع الصحافة الوطنية خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمسية السبت بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، بعدما أمضى رسميا على العقد الذي يربطه بالعارضة الفنية للخضر مدة 4 سنوات و4 أشهر كاملة.
أعرب المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني عن فخره بتولي مهمة تدريب «الخضر» قائلا في هذا المقام : «قبل كل شيء أنا سعيد بالتواجد هنا، إنه فخر كبير أن تكون على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأول لبلدك».
«بلماضي» تحدث أيضا عن تجربته لاعبا ومدربا بالقول «خبرتي السابقة كلاعب في بداية مشواري سمحت لي من معانقة النجاح مؤقتا خلال مسيرتي التدريبية القصيرة التي لم تتعد 10 سنوات، الآن هناك اتحادية وضعت في الثقة واتصلت بي وطلبت خدماتي، وقبلت العرض بعد تفكير عميق وطويل، لأني أعرف الحالة الذهنية للاعبين، وهم لاعبون خرجوا من نفس المدارس التي تكونت فيها، كما أنهم ترعرعوا معي في نفس البيئة.»
وواصل بلماضي :» أعرف المحيط هنا في الجزائر وأعرف رجال الإعلام والرجال المحيطين بالمنتخب» مؤكدا بأنه خلال تجربته التدريبية استغلها كذلك لتطوير جانبه التقني ولدراسة كرة القدم ، قام بتنمية معارفه التقنية من خلال عديد الدورات التكوينية متحصلا على شهادات تدريبية جعلته يتخذ القرار لتدريب المنتخب الوطني بعدما أدرك بأنه جاهز لهذه المهمة التي وصفها ب»الصعبة جدا»
وبخصوص عدم تدريبه المنتخب من قبل، أكد مدرب المنتخب القطري السابق، بأنه لم يتخوف يوما من تدريب الخضر ، موضحا بأنه لما كان يطرح عليه السؤال كان يقول دائما بأنه في تلك الفترة لم تكن لديه الأسلحة والأمتعة اللازمة ليكون على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، موضحا بأنه لم يطلب يوما تدريب الخضر لأنه يعي بأنها مسؤولية ثقيلة جدا، لكنه عندما اقترح عليه الأمر فكر ووجد بأنه جاهز لهذه المهمة.
وقال بلماضي ايضا: «لدي حوالي 10 سنوات خبرة في عالم التدريب، أشرفت فيها على تدريب الفرق، كما سمحت لي الفرصة لأكون على رأس منتخب بلد آخر، ليس بنفس حجم الجزائر وشعبه لا يهتم بالكرة مثلنا، المهمة صعبة سنرفع التحدي، الحافز موجود وسنقوم بالمستحيل لإعادة القطار لسكته الصحيحة».
ضيعنا الكثير من الوقت في الحديث عن اللاعب المحلي والمحترف
وضع قائد المنتخب الوطني الأسبق والناخب الوطني الجديد النقاط على الحروف بخصوص القضية التي أسالت الكثير من الحبر ، حول اللاعب المحلي والمحترف وقال بهذا الشأن: «عندما أسمع كلمة محترف ومحلي، وكأنما الاحتراف ليس موجودا هنا في الجزائر. الاحتراف موجود واللاعبون يتقاضون من 20 إلى 30 ألف أورو. لم أسمع يوما بأن لاعب إتحاد العاصمة يعمل كخباز، وكل لاعبي البطولة الوطنية يملكون أفخر السيارات وأرقى الشقق، وهذا ما يؤكد بأن الاحتراف موجود في الجزائر تماما مثل البلدان الأخرى.»
وواصل بلماضي بنبرة تحد وتفاؤل :» منذ أن كنت لاعبا وهذا النقاش العقيم موجود، للأسف ضيعنا الكثير من الوقت في حديث لا معنى له ، المهم أن اللاعب الذي يحمل القميص الوطني يملك جنسية جزائرية، أجبت عن هذا السؤال وستكون المرة الأخيرة الذي أتحدث فيها عن هذه النقطة، الأفضل سيكون معنا وكفى».
وذهب إلى أبعد من ذلك وعلل بطريقة مرحة قائلا، «كل من يملك شهادة ميلاد «خ12» له الحق أن يلعب في المنتخب الوطني، وسأعاين كل جزائري عبر العالم يتمتع بإمكانيات لا بأس بها ونرى بأنه يمكنه تقديم الإضافة للمنتخب حتى ولو كان ذلك على كوكب المريخ».
«بوجودي لن تكون هناك حالات تأديبية»
وبشأن الحالات التأديبية المتواجدة في المنتخب الوطني، أكد «بلماضي» بأنه لم يتطرق للحديث مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «خير الدين زطشي» حول هذه النقطة، موضحا بأنه على كل لاعب أن يتمتع بسيرة حسنة خصوصا عندما يتعلق الأمر بتمثيل الجزائر، وقال «لا أدري ما الذي حدث من قبل، سأعيد توزيع البطاقات على كل اللاعبين، سأعمل على أن يحترم الجميع هذا البلد وهذا المنتخب، ولدي ثقة في هؤلاء اللاعبين من أجل إعادة هيبة المنتخب الوطني، متأكد بأنه لن يكون هناك مشكل في المستقبل بخصوص هذا الأمر بتواجدتي على رأس العارضة الفنية»، وتابع حديثه «أحبذ سياسة الحديث والتقرب من اللاعب لأني كنت لاعبا وأعي جيدا ما الذي يحتاجه اللاعب في المستوى العالي ومن يخطئ سيعاقب، وكونوا متأكدين بأن الذي سيكون معنا في التربصات سيكون الأفضل دائما في فريقه ومن بين كل الجزائريين الناشطين في كل بطولات العالم في منصبه، وسأرى إذا كانت هناك إمكانية لتجميع اللاعبين في تربصات كما هو معمول به في قطر، أدرك بأن الأمر لن يكون سهلا مع المدربين لأني مررت على هذه المرحلة هناك، لكن ذلك سيكون مفيدا بالنسبة للاعبين من أجل التعود على فلسفتي التكتيكية».
سنتنقل إلى غامبيا من أجل تحقيق الفوز
وبخصوص الطاقم الفني الذي سيعمل بجانبه، أفصح بلماضي عن الأسماء حين قال: « عزيز بوراس هنا بجانبي وسيعود لمنصبه كمدرب للحراس، كما سيكون معنا «سارج رومانو» مساعدا و»جلال ألكس» محضرا بدنيا».
عن ضيق الوقت للتحضير للقاء المقبل والتشكيلة المرتقبة، أكد الناخب الوطني بأن اللاعبين سيدخلون التربص يوم 3 سبتمبر بسيدي موسى والوفد الجزائري سيسافر إلى غامبيا يوم 6 ويلعب يوم 8 من ذات الشهر، واضاف «لن أبكي لكم وأتحدث عن ضيق الوقت، الجميع يعرف ذلك وأنا قبلت المهمة وكنت أعي ما ينتظرني، ، لدي حوالي 3 حصص تدريبية قبل التنقل إلى غامبيا، لتكوين فريق جديد بمنهج جديد وبطاقم جديد، سأحاول كسب الوقت ومعرفة حالة التشكيلة، لا أعتقد بأن هناك فريق نموذجي في المنتخب الوطني خلال السنوات الماضية، لدي فكرتي وسأفكر رفقة طاقمي جيدا وسنضع التعداد المناسب وخطة اللعب المناسبة لهذا اللقاء، وسنتنقل إلى غامبيا من أجل العودة بالفوز».
قائد المنتخب الوطني الأسبق عرج الحديث عن أخطاء الماضي، حين قال بأنه بعد مونديال 2010 وقعنا في الخطأ بعدما فشلنا في التأهل إلى «الكان» التي تلت المونديال، موضحا بأنها كانت صفعة جعلت الجميع يعمل لبلوغ مونديال 2014 الذي بلغت في الجزائر الدور الثاني، لكن بعد البرازيل وقعنا في نفس الخطأ لم نستخلص الدروس ومستوى الخضر تراجع.
«بلماضي» أكد بأن كرة القدم تجعلك دائما أمام الواقع وأمام ضرورة إعادة التفكير والعمل من جديد لبلوغ القمة، وتابع حديثه «أقدر بأن هناك الحلول لذا أنا هنا، لدينا لاعبين ومجموعة ويجب العمل معها، ومتأكد من أن كل لاعب يتم استدعائه للمنتخب، يتنقل لتشريف الجزائر الذي يعتبر قبل كل شيء بلده».
وعن مشروع اللعب الذي جاء به للجزائر، أكد بأن كرة القدم تغيرت كثيرا بدليل ما شاهده الجمهور خلال كأس العالم الأخيرة، لكنه أكد بأنه مدرب يريد أن يصنع اللعب ويحافظ على الكرة، مضيفا بأنه في قطر دائما ما تنتهي مبارياته منذ بداية مسيرته التدريبية، والكرة بحوزته بنسبة 65 بالمائة، وقال «أريد أن أشاهد لاعبين مثل براهيمي ومحرز وآخرين يداعبون الكرة ويراوغون ويبصمون على التقاليد الجزائرية في اللعب الفني، وأريد منهم أن يبحثوا عن الحلول وأن يجدوها باختراق الدفاعات الصلبة، وأريد أن نسيطر على الكرة وعلى مجريات المواجهة، كل هذا بإيجاد التوازن في كل الخطوط الذي غاب عنا في السنوات الأخيرة».
للإشارة يعلن الناخب الوطني عن القائمة الموسعة التي تشارك في تربص سبتمبر المقبل اليوم على موقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.