يشتكي سكان التجمعات السكنية الجديدة بحي النصر بورقلة العديد من النقائص بحيهم، الأمر الذي ولد استياءً كبيرا في أوساط المواطنين بهذه الجهة التي تعرف ارتفاعا كبيرا في تعداد سكانها، نظرا لتموقع أغلب مشاريع السكن الجديدة في نفس الحي.
ومن بين أبرز النقائص المسجلة نجد أن نظافة البيئة والمحيط تطرح مشكلا جديا، حيث تعاني العديد من التجمعات السكانية من مشكل تراكم النفايات في الحاويات هذا عدا التصرفات غير الحضرية التي تؤدي ببعض المواطنين إلى الإقدام على حرق النفايات المتراكمة على مسافة مسلك معبد وحيد يفصلها على السكنات.
ولأن هذا الحي يعد ورشة مفتوحة لمشاريع السكن، فإن بقايا مواد البناء والردم «النفايات الهامدة» تشكل من جانب آخر تهديدا من نوع مختلف، حيث تتواجد كميات كبيرة من هذه النفايات تجمع على مقربة من السكنات أيضا، في حين تتراكم بعضها في كل زوايا الحي نظرا لعديد مشاريع بناء السكن في هذه المنطقة من عاصمة الولاية ورقلة وعدم احترام بعض شركات المقاولة لشروط الحفاظ على نظافة المحيط ورفع الردم، الأمر الذي حوّل حي النصر إلى بؤرة للنفايات الهامدة، كما أدى إلى خلق عدة نقاط سوداء متفرقة مما يساهم بشكل كبير في تهديد الصحة العامة وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يترددون بكثرة على هذه الأماكن المفتوحة..
التهيئة الحضرية لهذه الأحياء نقطة أثارها الكثير من المواطنين الذين استطلعنا أرائهم خلال جولتنا بهذا الحي، حيث أكدوا أن العديد من الأحياء الجديدة تعاني من انعدام التهيئة الحضرية التي تتسبّب في الإبقاء على تراكم الرمال في وسط هذه الأحياء التي في حاجة إلى تعبيد الطرق فيها وإزالة الرمال المتراكمة التي تعيق حركة المشاة والسيارات والتي تشكل هاجسا بالنسبة للأولياء الذين يتحفظون من لعب أبنائهم خارج المنازل بسبب التخوف من انتشار الحشرات الضارة فيها، مشيرين إلى أن حتى بعض الأحياء المهيأة منها حسبهم في حاجة إلى إعادة تهيئة لعدم مراعاة المعايير المطلوبة في انجازها.
ويعدّ مشكل انعدام الإنارة العمومية في عدد من هذه التجمعات السكنية الجديدة أحد المعضلات التي يشكو منها السكان وذلك بسبب الظلام الحالك الذي يطبع الشوارع خلال الفترة المسائية والذي يخلق تخوفا كبيرا من الحشرات الضارة، خاصة في التجمعات التي تغرق في الرمال.
ناهيك عن تسبب غياب الإنارة العمومية في عدد من هذه التجمعات السكنية في توفير الأجواء الملائمة لعصابات السطو على المنازل لتنفيذ عملياتها الإجرامية، والتي أضحت تتطلّب تعزيز دوريات الشرطة لمكافحة هذه الظاهرة التي تعرف انتعاشا كبيرا خلال فصل الصيف.
ويطرح سكان هذا الحي الذي يسجّل كثافة سكانية كبيرة تتزايد يوما بعد يوم والذي يشهد توسعا كبيرا حتى أنه أضحى بمثابة مدينة جديدة تربط حي بامنديل بحي النصر العديد من المطالب التي تستدعي دراستها من طرف الجهات المعنية من أجل مرافقة هذا التطور في عدد السكان بالتطور في عديد الهياكل ذات الصلة المباشرة بالمواطن وأهمها تدعيمه بالمؤسسات التربوية القادرة على استيعاب عدد المتمدرسين القاطنين بحي النصر.
وتعدّ المطالبة بتوسعة المكتب البريدي الذي يشتغل بشباك وحيد ويشهد ضغطا واكتظاظا يوميا أكثر من ضرورة بالنظر إلى التعداد الهائل للمواطنين الذين يتوافدون عليه، أين يقضي المواطن في المتوسط أكثر من ساعة في انتظار انتهاء الطابور الطويل، وقد تفوق ذلك أيام السبت وفي المناسبات والأعياد، حيث تظلّ الخدمة المقدمة للمواطن في حاجة إلى تدعيم من أجل تحقيق فعالية أكبر.
ولا يختلف الكثيرون في أن ذات الحي البعيد بما يفوق 10 كيلومتر عن سوق المدينة ورقلة يشكي غياب سوق جواري في فائدة سكان هذه الأحياء يجنبهم عناء التنقل لاقتناء ما يحتاجونه من أغراض وبأسعار ملائمة لمتوسط القدرة الشرائية للمواطن، كما يمكن من تشجيع الحركية التجارية في هذه الجهة التي تتموقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 49 في شطره الرابط بين ولايتي ورقلة وغرداية.
وتبقى هذه الانشغالات في حاجة إلى التفاتة حقيقية من قبل السلطات المحلية مع التأكيد على أن العديد من المشاريع التي استفادت منها الولاية مسّت هذا الحي على غرار خط الترامواي الذي يربط وسط عاصمة المدينة ورقلة بحي النصر، والذي ساهم بشكل كبير في الحدّ من مشكل النقل بهذه الأحياء وإن كانت بعضها لا تزال تسجل نقصا كبيرا في هذا الجانب نظرا لعدم قربها من محطات نقل الترامواي وبسبب عدم التغطية الكافية بحافلات النقل الحضري، خاصة منها حي 38 الذي يتوفر على ثانوية وعدد كبير من السكنات الجديدة المنشأة خلال السنوات الأخيرة.
وفي مجال مشاريع السكن أيضا، يسجل حي النصر حصة الأسد من المشاريع المنجزة مؤخرا ببلدية ورقلة نظرا لتوفّر الوعاء العقاري فيه، كما أنه تدعّم بالعديد من المرافق العمومية آخرها استفادته خلال الأشهر القليلة الماضية، من مقر جديد للفرع البلدي ومكتبة بلدية.