توصد نهاية الشهر الجاري أبواب المشاركة في الطبعة الخامسة من مسابقة «القصة العجائبية الناطقة بالفرنسية في الجزائر»، التي أطلقها المعهد الفرنسي. وقد اختير لطبعة هذه السنة موضوع «وكأنه الجنوب On dirait le sud». وسيتم الإعلان عن الفائز خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب الذي سينطلق أكتوبر المقبل. ويستفيد المشاركون العشرة الأوائل من إصدار مجموعة قصصية جماعية، وورشات تكوين داخل الجزائر أو خارجها.
يهدف الموضوع الذي يستلهم منه المشاركون في مسابقة القصة العجائبية، إلى «تشجيع المؤلفين على موقعة قصتهم وشخصياتهم بين الواقعية واللاعقلانية ولكن بشكل خاص من خلال جعلهم يتفاعلون في ديكور وفضاء عجيبيْن، مستوحيين من أساطير ومناظر جنوب الجزائر: من حيث شساعة الأراضي، والمناظر الرائعة ذات الألوان اللامعة التي تترك أثرها في المسافر إلى الأبد»، حسب بيان المعهد الفرنسي بالجزائر، الذي استشهد بالعديد من المناطق الساحرة بالجنوب الجزائري، على غرار «سفار» المدينة المنسية، ورمال «تادرارت» الحمراء، والمناظر الشبيهة أحيانا بسطح كواكب وأجرام أخرى كالقمر أو المريخ، ومن هنا تأتي فكرة الكتابة «في حدود ما بين الواقع والخيال».
وفي هذا الصدد، يمكن القول إنه بمجرد اختيار الديكور، سيعتني خيال المؤلف بالباقي، يضيف منظمو المسابقة، داعين المشاركين إلى الانضمام إلى المؤلفين والمؤلفات الحائزين على جوائز المسابقة، المنظمة على مدى سنوات خمس.
المسابقة مفتوحة دون تسجيل مسبق لأي شخص يزيد عمره عن 18 سنة، ومن جنسية جزائرية أو مقيما في الجزائر. ويتم إرسال قصة واحدة عن كل مترشح مشارك، في أجل أقصاه 31 أوت الجاري في منتصف الليل، على أن يتم إرسال المساهمات على البريد الإلكتروني:
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ومن شروط المشاركة الأخرى أن تكون القصة مكتوبة باللغة الفرنسية، وأن تكون الأعمال أصلية وغير منشورة. ويجب بشكل إلزامي أن يظهر عنوان القصة في الجزء العلوي منها. ويتم تقديمها على أوراق أ4 على كلا الجانبين، دون تجاوز 10 صفحات كحد أقصى.، مع ترقيم أسفل الصفحات.
تتشكل لجنة تحكيم طبعة 2018 من كتاب وناشرين، وممثلين عن راعي المسابقة وعن المعهد الفرنسي بالجزائر. وتفصل لجنة التحكيم في اختيار أفضل 10 قصص يتم الإعلان عنها خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب، وهنالك سيتم منح جائزة «أفضل قصة عجائبية».
كما سيتم دعوة المؤلفين للمشاركة في ورشات الكتابة في سبتمبر، في الجزائر أو في فرنسا. وستتيح هذه الورشات للمشاركين فرصة تحسين كتاباتهم ولقاء محترفي مهن النشر. وأخيرا، يخوّل المترشحون العشرة الذين يتم اختيارهم، يخوّلون المعهد الفرنسي إعادة إنتاج نصوصهم في مجموعة قصصية ستكون متاحة للجمهور.
للتذكير، فقد كانت الشابة ريم ليلى ملال الفائزة بجائزة الطبعة الرابعة لمسابقة القصة العجائبية، التي وزعت جوائزها خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب في نوفمبر 2017. كما استفاد المشاركون العشرة الأوائل من نشر كتاب جماعي تحت عنوان «بحثا عن التراث الضائع»، حيث تمحورت القصص العجائبية المتسابقة حول التراث الثقافي المادي وغير المادي عبر مختلف مناطق الوطن.
تجدر الإشارة إلى أن مصطلح «عجائبي» هو أكثر المصطلحات العربية استعمالا للتعبير عن مصطلح fantastique بالفرنسية أو fantastic بالإنجليزية، المتداول في النقد الأدبي الغربي، وذلك لاشتراك المصطلحيْن في الدلالات كالعجب والاندهاش والخيال وخوارق العادات واللا واقعية. كما يقترب منه مصطلحان آخران هما حكاية الخوارق contes merveilleux والحكاية الغريبة conte étrange، ويستند الأدب الفانتاستيكي/ العجائبي إلى تداخل الواقع والخيال، وتجاوز السببية وتوظيف الامتساخ والتحويل والتشويه ولعبة المرئي واللا مرئي.