يغفو النوم وحيدا:
على وقع بوحه..تميح الكلمات غبطة على صفحاتي..
حملني على جناح الهوى من رقيع وربيع الدنيا
و توجني عروس الزمرد الأخضر
في مملكة عجماء
ثم مضى يطارد فضاء قدر..يطارد قضاء
وجاء ليلي جدا..مسرعا..شهيق حسرة..زفير أسى..
كلما أتاني الليل، بدا الأرق يدق ناقوس الذكرى..
باب الغياب مفتوح على نافذة الشوق
وثنايا الحب تعج بالفراق
القطيعة تنفث دخانها الجاثم على صدر اللقاء
و أنا بمعيتي أسامر السهر..أصحو من سهادي
على دقات المطر..تتهادى على نافذة الفجر
يعاندني النوم..يعصى أمري..وتغيب كلماتي
يدنو الشوق مني...أتذكرك و أنساني
أقتات من رغيف الذاكرة المستكينة
و اسقيني وصلة مدام شوق معتق
قلت: صِل الوتين بالوتين وأضبط النبض
على موجة أثير الهوى
ستجدني على تردد شغاف الروح.
هي موجة رطبة منعشة..باذخة العطاء...لكن
لا قارئ ولا مستمع مستمتع
وهناك..في الركن المتاخم للقلب
يغفو النوم وحيدا وينساني.
هذا أحد النصوص الجملية التي يحملها المولود الأدبي الثاني للكاتبة وحيدة رجيمي من عنابة الصادر عن دار المثقف للنشر والتوزيع بباتنة شهر جويلية الفارط و الموسوم ب» على حبل الذاكرة».
الإصدار الجديد للكاتبة وحيدة رجيمي «وحيدة رجيمي »أصيلة عنابة الجميلة، حاصلة على ليسانس حقوق و دبلوم دراسات عليا في المناجمنت إدارة الأعمال،أطار بجامعة عنابة كلية العلوم الطبية. برتبة مستشارة، هو كما صرحت لـ»الشعب» عبارة عن»:خواطر شعرية و نثرية و قصص قصيرة موجعة على 52 صفحة، وهي17 نصا ثمانية نصوص نثرية و ثمانية نصوص شعرية و النص الاخير حوى على عشرة قصص قصيرة جدا والنصوص كلها تدور في فلك الوجدانيات وترانيم المشاعر وحبل الود و الذاكرة التي أنهكها النسيان.
يعد هذا الكتاب الإنتاج الأدبي، الذي سيصدر في سيلا 2018 ، الثاني لوحيدة رجيمي بعد ديوانها « وحيدة و الدروب أحزاني « الصادر في شهر أوت، عن المؤسسة الصحفية « المسيلة» و الذي يجمع بين بين الشعر و الخاطرة.
وفي تقديمها لـ على حبل الذاكرة كتبت الشاعرة القديرة نادية نواصر قائلة: « أيتها الشاعرة الشامخة بسحر البوح ورنة الإيقاع حيث تلتقي عندك الصور الشعرية بالبلاغة والمجاز ليولد الألق.. ليولد ذلك النسيج المتماسك الذي يسمونه البوح.. حيث تقيم مطارات الشاعرة السرية الوجع والفقدان والبوح الساحر.. أنها تلك الدمعة التي تنزل من عين طفلة.. تدعي وحيدة لتشق ظلال الكور. ساحة الثورة.. بونة.. لتتجلي شاعرة السحر والبهاء صانعة تفردها بكتابات أنثي تحاول أن تتخطي بحور الوجع وتكتب أنوثتها في صدق مبين . تلكم هي حورية البحر.. حورية الحرف حورية القصيدة في وطن العناب. بونة أنها الشاعرة وحيدة رجيمي.
للإشارة، فقد شاركت وحيدة رجيمي في كتاب إبداعات نسوية مغاربية لأجل أطفال سوريا الصادر عن دار المثقف – سبتمبر 2017.