شد فريق مولودية الجزائر سهرة أمس بداية من الساعة التاسعة ليلا الرحال من مطار «هواري بومدين» بالعاصمة نحو مدينة الجديدة المغربية، عبر رحلة عادية للخطوط الملكية المغربية باتجاه مطار «محمد السادس» بمدينة الدار البيضاء، وبعده التنقل برا إلى مدينة الجديدة المغربية، على أن يصل وفد العميد المشكل من 48 شخصا إلى مقر إقامته في حدود الساعة الثانية والنصف صباحا، تحسبا لخوض مباراة في غاية الأهمية ضد النادي المحلي الدفاع الحسني لحساب الجولة الخامسة عن دور المجموعات لمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم.
يعاني فريق مولودية الجزائر من الإرهاق وكثافة البرمجة مع بداية الموسم الجديد، وهو ما جعل أشبال المدرب الفرنسي «برنارد كازوني» يظهرون بوجه شاحب في الداربي أمام نادي بارادو وجعل رفقاء «بن دبكة» يفشلون في الدخول بقوة في البطولة التي يريد الأنصار التتويج بها في نهاية الموسم، خصوصا أن العميد لم يذق طعمها منذ موسم (2009 – 2010).
تعثر المولودية أمام بارادو تأكد من خلاله الجمهور أن موسم فريقهم لن يكون سهلا أبدا، خصوصا أن إدارة الفريق تبحث عن اللعب على كل الجبهات رغم محدودية مقعد البدلاء، حيث لم يعتمد «كازوني» وطاقمه على اللاعبين الذين خاضوا لقاء الرفاع البحريني برسم ذهاب الدور الـ 32 من منافسة كأس الأندية العربية البطلة الخميس الماضي، بسبب معاناتهم من التعب الشديد جراء المباراة الكبيرة التي فازوا بها بواقع (2 – 1) تحت وقع حرارة شديدة بلغت 48 درجة مئوية وبمعدل رطوبة يساوي 100 بالمائة، حيث أراح عددا منهم لمواجهة السبت المقبل ضد الجديدي، يتقدمهم المحوريان (ميباراكو وعزي) ومتوسط الميدان «أمادا» وثلاثي الخط الأمامي (بن دبكة ودرارجة وسويبع)، لكن البدلاء لم يكونوا في المستوى على غرار الظهير الأيسر «حاشي» الذي يبقى بعيدا عن مستواه، هو الذي التحق متأخرا بتربص فرنسا وأصيب مع بدايته وبالتالي ضيع فترة التحضيرات، وحتى البديل «بوهنة» لم يكن في المستوى وتسبب في الهدف الذي تلقته شباك «شعال»، كما أن «بورديم» الذي أحدث ضجة كبيرة في الميركاتو خيب آمال الأنصار، والمهاجم «نقاش» الذي غاب عن المواجهتين الرسميتين السابقتين بسبب الإصابة، بدا بعيدا عن مستواه بسبب نقص المنافسة رغم أنه تمكن من جلب ركلة الجزاء التي عدلت المولودية منها، ليبقى ظهور الثنائي (حدوش وعروس) النقطة الايجابية الوحيدة في المباراة، كونهما أبانا عن إمكانيات لا بأس بها تنبأ لهما بموسم استثنائي.
الإصابات المتكررة تطرح أكثر من علامة استفهام حول دور المحضر البدني
من جهة أخرى، بدأت الإصابات المتكررة للاعبين مع بداية الموسم تطرح أكثر من تساؤل على العمل الذي قام به المحضر البدني «فارس» في تربص «فيشي» بفرنسا، بعدما بلغ عدد المصابين منذ بداية التحضيرات إلى غاية ما بعد لقاء بارادو 7 لاعبين، ويتعلق الأمر بكل من «حشود» الذي خرج مصابا مع بارادو وقبلها تعرض لإصابة خلال التربص، و»عزي» و»بوهنة» و»دمو» الذين تعرضوا لإصابة في الفخذ، بالإضافة إلى الوافد الجديد «حاشي» و»نقاش» الذين تعرضوا لنفس الإصابة في القدم اليمنى، و»عروس» الذي عانى من إصابة وضيع على إثرها نصف تربص فرنسا، ما يؤكد بأن التحضيرات لم تكن في المستوى، وهو ما سيجعل عدد المصابين يتضاعف في عيادة الفريق، خصوصا أن العميد يعاني من كثافة البرمجة مع بداية الموسم، كونه يواصل مشواره في رابطة الأبطال الإفريقية، وبدأ منافسة كأس الأندية العربية البطلة، بالإضافة إلى قص شريط الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم الأسبوع الماضي، ما قد يجعله يضيع أهدافه ويمر جانبا مع بداية الموسم، وهو ما سوف لن يحمد عقباه مع مرور الأيام والأسابيع المقبلة.
في سياق آخر، كشفت مصادر «الشعب» بأن إدارة الفريق تعاقدت رسميا مع القائد السابق للفريق ومحبوب الأنصار «رضا بابوش»، وكشف ذات المصدر بأن الإدارة ستنصبه في الأيام القليلة المقبلة، كمساعد في الطاقم الفني للمولودية، كما أوضح ذات المصدر بأن إدارة الفريق لن تتسامح مع المدرب «برنارد كازوني» كثيرا في حالة الوقوع في المحظور بداية من لقاء الدفاع الحسني الجديدي برسم الجولة الخامسة من دور المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، خصوصا أن الفريق المنافس يعيش أزمة نتائج كبيرة في الآونة الأخيرة، وذلك راجع أولا إلى غياب 5 ركائز اثنان منهم يتواجدون في فترة إعادة التأهيل بعد تعرضهم لعملية جراحية، وثلاثة آخرين يعانون من الإصابة، كما أن الضغط كبير على اللاعبين والإدارة من قبل الأنصار الذين قاموا نهاية الأسبوع الماضي بمظاهرات حاشدة يطالبون فيها برحيل رئيس الفريق تجعل المولودية أمام فرصة لا تعوض لوضع قدمه الأولى في الدور ربع النهائي، أمام منافس تلزمه معجزة للتأهل للدور المقبل كونه يملك نقطتين قبل نهاية دور المجموعات بجولتين.