أعلنت موسكو أنه من المقرّر في المستقبل القريب عقد قمة رباعية تضم قادة روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا لبحث الأزمة في سوريا، في وقت تتحدث فيه مصادر عن عملية عسكرية للجيش السوري شمالي البلاد.
ونقلت مصادر عن الخارجية الروسية قولها أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف يزور أنقرة ليبحث مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو القمة الرباعية المحتملة.
ويأتي الإعلان عن القمة الرباعية بينما تكثف الدبلوماسية الروسية تحركاتها بشأن سوريا، خاصة في ما يتعلّق بإعمارها وإعادة أعداد كبيرة من اللاجئين إليها.
وكان منتجع سوتشي الروسي استضاف مؤخرا الجولة العاشرة من مفاوضات أستانا، - التي شارك فيها النظام والمعارضة السوريان - وتناولت قضايا منها تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا، بالإضافة إلى اللاجئين والوضع بمنطقة خفض التصعيد الرابعة التي تشمل محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
دعوة لرفع العقوبات
في هذه الأثناء، دعت دمشق اللاجئين السوريين إلى العودة لوطنهم، متعهدة بضمان حقوقهم المتساوية مع المواطنين الآخرين والحفاظ على كرامتهم.
وأكدت الحكومة السورية أن ربط أوروبا بين إعادة إعمار سوريا والتسوية السياسية في البلاد يعرقل عودة اللاجئين، داعية إلى رفع العقوبات المفروضة عليها.
وقال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، امس، إن «ربط الدول الأوروبية بين إعادة إعمار سوريا والعملية السياسية يعرقل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم».
من جانبه، شدّد وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري، حسين مخلوف، على أن «رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا أمر ضروري بالنسبة لعودة اللاجئين إلى البلاد».
وكثفت الحكومة السورية في الأشهر الأخيرة، بالتعاون مع روسيا، العمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ووجهت دعوات عدة إليهم للعودة إلى البلاد.
وفي يوم 18جويلية الماضي أعلنت روسيا عن إنشاء مركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين السوريين الذي يعمل بإشراف وزارتي الخارجية والدفاع الروسية والسلطات السورية ومقره دمشق.
ويوم 5 أوت الجاري، أعلن مجلس الوزراء السوري عن تشكيل هيئة تنسيق خاصة بعودة اللاجئين إلى مناطقهم الأصلية في البلاد من خلال التواصل مع «الدول الصديقة» لتسهيل هذه العملية وتمكينهم من عيش حياة طبيعية.
وبحسب معطيات أصدرتها جهات رسمية مختلفة في وقت سابق فرّ من سوريا منذ اندلاع الأزمة الدموية في البلاد عام 2011 حوالي 7 ملايين شخص.
200 لاجئ عادوا أمس من لبنان
غادرت دفعة جديدة من اللاجئين السوريين أمس الاثنين، من لبنان إلى سوريا، في اطار عملية يتولى الأمن العام اللبناني تنظيمها بالتنسيق مع دمشق، وفق ما أفاد مصدر أمني.
وقال رئيس مكتب شؤون الاعلام في الأمن العام العميد نبيل حنون إن «عشر حافلات وصلت صباحاً إلى بلدة شبعا ونقطة المصنع الحدودية لنقل نحو مئتي نازح سوري إلى قراهم في سوريا».
ومنذ أفريل، غادر أكثر من ألفي لاجئ إلى سوريا، بموجب عمليات مماثلة تمت على مراحل بإشراف الأمن العام الذي أعلن قبل أسبوع تخصيص 17 مركزاً في مختلف المناطق «لاستقبال طلبات النازحين الراغبين بالعودة الطوعية الى وطنهم».
ويقدر لبنان راهناً وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة عن وجود أقل من مليون.