الأثرياء والفقراء على حد سواء يتجاهلون التكلفة الباهظة
يرصد الجزائريون ميزانيات ضخمة لتأجير قاعات الحفلات ليوم واحد أو بضع ساعات تبدأ عادة بعد صلاة العصر إلى غاية الساعات الأولى من الليل، سواء كان ذلك من أجل الاحتفاء بزواج الأبناء أو ختانهم أو حتى لحفلات الخطوبة أو النجاح في شهادة البكالوريا وكذا العقيقة تعبيرا عن فرحتهم بقدوم مواليد جدد إلى العائلات، وتمثل تلك النفقات أموالا ضخمة تضاف إلى تكاليف اللباس والحلويات والعشاء وما إلى غير ذلك من مشروبات وفواكه ومظاهر التزيين الفاخرة، التي دون شك وفي الكثير من الأحيان تستنزف أموالا لا تتحملها الرواتب الزهيدة للعديد من العائلات محدودة الدخل.
في ظل الكلفة الاقتصادية العالية لقاعات الحفلات والتي تلتهب سنويا مواكبة لمؤشر التضخم..ما هي أسعار قاعات الحفلات التي لم يعد بإمكان العائلات الجزائرية تستغني عنها رغم غلائها الفاحش؟
انتشرت في السنوات الأخيرة قاعات الحفلات بشكل لافت، في ظل تزايد الإقبال عليها من طرف العائلات الجزائرية رغم غلائها، وإن كانت تلك القاعات التي تتواجد في قلب الفنادق والمناطق الراقية تقتصر على فئة الأثرياء، لكن تبقى أسعار معظم القاعات ملتهبة ويرتفع سعرها من سنة لأخرى، علما أن تكلفة قاعة الحفلات في فصل الصيف تكون أغلى من فصل الشتاء أو الربيع، وعملية الحجز تكون مسبقا ووفق لأجندة يعكف على تنظيمها صاحب القاعة أو مسيرها، علما أن سعر قاعة حفلات بسيطة لا تقدم أي خدمات إضافية ولا تتواجد في منطقة راقية في ولاية الجزائر العاصمة لا يقل عن حدود 10 ملايين سنتيم، في حين قاعة بسيطة لكنها تقدم خدمات الطبخ و القهوة والشاي والتوزيع على الضيوف يضاعف سعرها إلى حدود 20 مليون سنتيم، بينما قاعة حفلات تقدم خدمات الطبخ من عشاء وتوزيع الحلويات والقهوة في منطقة الدار البيضاء بالعاصمة يصل سعرها إلى 50 مليون سنيتم، وقاعات أخرى بنواحي دالي إبراهيم قد يصل إلى سقف ال60 مليون سنتيم، أما في بلدية باش جراح التي تعرف بأحيائها الشعبية، قد يتراوح سعر قاعة الحفلات المتوسطة من 120 ألف إلى 180 ألف دينار، أي حسب الخدمات التي توفرها.
خدمات إضافية مغرية
تقربت «الشعب» من السيد «كريم.ل» صاحب قاعة حفلات بولاية البليدة وتقع بالتحديد ببلدية بوقرة، فأكد أن قاعته رغم أنها تقع بعيدا عن وسط المدينة، لكنها توفر خدمات مغرية بسعر يراه معقولا، ولا توفره أرقى القاعات المتواجدة بقلب العاصمة، لأن هذه القاعة تقدم العصير والشاي والقهوة مجانا وتوفر مضيفات لتقديم المقبلات وكذا الثوب الأبيض للعروس، وكل ذلك بسعر 15 مليون سنتيم، وإذا رغب الزبائن في تقديم العشاء للضيوف فإن طباخ القاعة سيتكفل بتحضير الوجبة والمضيفات يتكفلن بمهمة التقديم، على أن يقتن الزبون جميع اللوازم من لحم وخضار، لكنه يضيف مبلغ 50 ألف دينار لتصبح تكلفة القاعة 20 مليون سنتيم، ويعتبره مبلغا مقبولا بالنظر إلى مختلف الخدمات المتعددة والمغرية الموفرة للعروس وعائلتها وكذا ضيوفها.
يذكر أن العديد من قاعات الحفلات التي تنتشر في العاصمة وكذا الولايات القريبة مثل البليدة ولديها «اسم» في السوق ورغم أنها لا تصنف ضمن قاعات الحفلات ذات الدرجة الأولى، لكن لا يمكن تأجيرها أقل من سعر يناهز ال20 مليون سنتيم، وبالرغم من أنها لا توفر خدمات وجبة الغداء أو العشاء لكن لديها زبائنها وينبغي الحجز فيها بأشهر، خاصة إذا كان الحفل سيقام في فصل الصيف، وهناك قاعات تؤجر فقط في السهرة حيث يبدأ العرس في حدود التاسعة أو العاشرة ليلا إلى غاية الثانية صباحا، ولكن الثمن لا يقل عن سقف 18 مليون سنتيم، لأن صاحب القاعة يؤجرها مرتين في اليوم أي من الثانية بعد الظهر إلى التاسعة ليلا لزبائن يحتفلون بأعراس تقام فيها «التصديرة» و»قهوة»، وأحيانا أخرى يقام فيها عشاء مسائي يبدأ في حدود السادسة مساء، وينتهي عند الثامنة أو التاسعة ليلا، وتطالب العائلات بمغادرة القاعة لتستقبل زبائن آخرين.
قاعات ثمنها خيالي..!
أما فيما يتعلق بما يطلق عليها بقاعات الدرجة الأولى، فإن الأسعار على مستواها، تختلف من منطقة إلى أخرى، حيث يبدأ سعرها من حدود 30 مليون ليصل إلى 60 مليون سنتيم بالنسبة لتلك التي تتواجد بأحياء راقية، وتتسع لعدد كبير من المدعوين، لكن البعض منها يتراوح سعرها ما بين 25 و30 مليون سنتيم، لكن مع احتساب الأطباق بأخذ عين الاعتبار عدد الضيوف، حيث يتم تسعير الوجبة بنحو 1500 دج للشخص. وهناك من يرى أن تأجير قاعة بسعر 60مليون لساعات قليلة مبالغ فيه كثيرا بل يعد ثمن خيالي..!
يذكر أن أسعار قاعات الحفلات حرة وصاحبها من يحدد سعرها، علما أن أغلبية العائلات الجزائرية صارت تفضل إقامة أفراحها وحفلاتها بها، حتى وإن كانت ميسورة الدخل حيث تلجأ إلى التدين، نظرا لضيق شققها ومساكنها، ولأن تكلفة استقبال الضيوف في المنازل يرى البعض أنها صارت جد مكلفة، حيث يمكث بعض الضيوف لعدة أيام أي حتى بعد انتهاء الأفراح.