قصص مصورة موضوعاتها وحكاياتها في قالب ساحر
تعتبر عزابة من أكبر دوائر سكيكدة، وفيها الكثير من المعالم السياحية البحرية والجبلية. هي منطقة تاريخية قدمت الغالي والنفيس أثناء الثورة التحريرية. جسّد فنانوها الكثير من جماليات المكان في سكيكدة وفي الجزائر. من هؤلاء الفنان التشكيلي فوزي لحمازة الذي نسرد مسيرته في هذه الوقفة ضمن «أوراق صيف روسيكادا 2018»
عن بدايات الريشة...
فوزي لحمازة من مواليد الثاني من شهر فيفري عام1985، بدأت ملامح حب الرسم والتفنن في التعبير والتصوير لديه منذ زمن الصبا، حيث كانت المحاولات الأولى، ثم صقل الموهبة بالدراسة والتعلم في المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بقسنطينة، وكان من الأوائل في دفعته سنة 2005.
يقول عن دراسته: «استفدت الكثير من الأساتذة، عبر معرفة طرق الرسم ومدارسهم وفنيات التصوير واستعمال الألوان، وبعد التخرج، اتجهت الى وهران للمشاركة في ورشات تكوينية مع المؤسسات الفنية الاسبانية حول ترميم الإبداعات الخاصة بالموروث الثقافي».وبالنسبة للموضوعات التي يحبذ الفنان لحمازة تصويرها فهي تلك الخاصة بالموروث الثقافي الشعبي الجزائري والمتعلقة بالسياحة والطبيعة ومشاهدها في الجزائر. وقد عرض أمامنا لوحته عن نزل البلدية بمدينة سكيكدة، فوجدناه معبرا تعبيرا شديدا وجميلا عن الحقيقة الواقعية، كما سحرتنا صورة عن منطقة سياحية في بسكرة هي منطقة غوفي، وغيرهما من الصور التي تنقل للجمهور الملامح الثقافية والسياحية لمعالم وجمال الجزائر الساحر الفتّان.
لوحات عن تراث الجزائر..
اختص الرسام في دراساته في القصص المصورة التي تتعدّد موضوعاتها وحكاياتها، وهو ميدان صعب وقليل من يسير فيه في الجزائر و العالم العربي، لكنه سحر الفنان العزابي وجذبه كثيرا..
وللفنان مشاركات فنية محليا في المعارض والمسابقات، حيث يميل لنقل صور تراثية خاصة بالزوايا والمساجد والشوارع واللباس... وكل ما هو شعبي وديني للولايات الجزائرية، كما شارك في مهرجان لمختلف الفنون نظمته رابطة النشاطات العلمية بسكيكدة، وكان من المتوجين، وسيشارك مستقبلا في نشاطات وطنية في ميدان الفن التشكيلي لتكون الفرصة للخروج بأعماله لآفاق أبعد من مدينة عزابة.
الفنان هو منشط ثقافي بمتحف المجاهد بسكيكدة، استطاع أن يبع بعض أعماله لعشاق الفن التشكيلي، وهو يتعامل مع أصحاب المحلات التجارية لتسويق أعماله، ويأمل أن يلتفت أصحاب المراكز التجارية الكبرى والمؤسسات الاقتصادية والإدارية للوحاته الفنية التي تجسّد التراث الثقافي والاجتماعي للمنطقة والجزائر.
قال الفنان هذا الإطار: «أتمنى من مؤسسات وزارة الثقافة أن تنظم مسابقات في الفن التشكيلي خاصة بالطبيعة وبالتراث الشعبي لكل منطقة، وبعد التصفيات المحلية تكون مسابقة وطنية، وهنا ستتحصل الجزائر على الكثير من اللوحات التي تسهم في التعريف بالسياحة والتراث عندنا».
وفي سؤالنا عن الفنانين الذين تأثر بهم، ذكر لحمازة بحبه لأعمال الفنان إتيان دينيه،
وميله لكل لوحة تختصر مشاهد جبال وسهول وصحراء الوطن، وقد ذكر لحمازة بأن آخر رسوماته كانت صورة للشهيد العقيد عميروش، وهو يميل للمدرسة الانطباعية في الرسم ويميل لاستخدام خاصة الألوان الزيتية.
في الختام..
عد انتهاء لقائنا الصيفي مع الفنان لحمازة، طلبنا منه كلمة ختامية فقال: «أشكر جريدة «الشعب» على هذه الالتفاتة للتعريف بالفن التشكيلي بعزابة ـ سكيكدة، وأنا سأواصل الرسم والاقتراب من كل الموضوعات المرتبطة بالطبيعة الجزائرية وبالعناصر السياحية والتراثية في بلادي، لأن الرسم وسيلة فنية راقية ، ومن شأن الاهتمام بها وتشجيع الفنانين في هذا المجال أن يختصر الكثير من ذاكرتنا وهويتنا، وينقل للعام ما تتميز به أرض الجزائر من بطولات وأمجاد وصور طبيعية. كما أشكر كل من ساعدني وشجعني ووقف إلى جانبي من العائلة والأصدقاء، وأجدد الشكر لـ»الشعب» هذا المنبر الإعلامي لاهتمامه بالمبدعين الشباب، وأتنمى أن تعجب القراء اللوحات المرسلة».