الطّباعة والنّشر هاجسان يؤرقان المؤلّفين
حورية آيت أيزم شاعرة عصامية تحدّت موهبتها الصعاب وتخطّى حرفها الجميل البيئة الريفية المحافظة التي تعيش فيها، لتنبثق من هذا التحدي نصوص جميلة وتصدح بها في الملتقيات والمحافل الثقافية داخل وخارج البلاد، وتجمعها في دواوين سيقدم الجديد منها
«الذاكرة والروح» في الطبعة القادمة للمعرض الدولي للكتاب بالعاصمة. كانت لها زيارة لـ « الشعب» الجريدة الأولى التي تحدثت عنها وعرّفت بموهبتها، لتتحدث عن المرأة والإبداع وواقع الشاعر ونظرتها للمشهد الثقافي.حبيبة غريب
ترى الشاعرة حورية آيت أيزم أن المرأة الجزائرية مبدعة بالفترة، تسكنها الموهبة في العديد المجالات، حيت تقول:
«قديما كانت تبدع في الحياكة، النسيج، صناعة الأواني الفخارية، إدارة أعمال شؤون أسرتها وحتى في الأدب الشعبي، وهي المحافظة بامتياز على الهوية والذّاكرة»، ففي فترة الكفاح المسلّح من أجل استرجاع السيادة كانت المرأة، تضيف حورية آيت ايزم قائلة أنها كانت تنظّم أغاني وأشعار وطنية حماسية تقوي بها عزيمة الرجال على الكفاح والاستماتة في الدفاع عن الوطن، ومع التكنولوجيات الجديدة والحضارة الحديثة أصبحت تبدع أكثر في جميع الميادين وليس ذلك بغريب عليها.
وفي سياق حديثها، تطرّقت حورية إلى نقطة الملتقيات ومكانة الشاعر اليوم منها، قائلة: «الحديث عن الملتقيات حديث ذو شجون، فهي تخدم الشاعر أو المبدع من جانب واحد فقط أي تعريفه وتقريبه من شاعر آخر، فأحيانا تعتبر بعض الملتقيات إضافة للمبدع وفي وقت آخر ما هي سوى مجرد وليمة المبدأ فيها: قدّم لي دعوة أقدّم إليك أخرى في يوم قادم، مبنية على العلاقات الشخصية والصداقات الفردية لا أكثر ولا أقل، وهي التظاهرات التي اعتبرها شخصيا استنزافا وتبذيرا للمال كان الأجدر أن يستغل ويوظّف في ميادين أخرى، يخدم المبدع والمثقف، من أجل الطباعة والتدوين على سبيل المثال».
وفي ردها على السؤال القائل: الإصدار والتوزيع مرحلتين لابد منهما للتعريف بموهبة الشاعر والمثقف هل هما في متناول الجميع؟ قالت حورية إنها تعتبر «الطباعة تجارة تعتمد على الناحية المادية دون الالتفات إلى الجانب الأدبي الإبداعي، وأحيانا تقوم حتى على عدم القراءة والمراجعة وترد بها الكثير من الأخطاء، ناهيك عن مبالغ النشر الباهظة وانعدام التوزيع السليم للمنتوج الأدبي من قبل دار النشر، الأمر الذي يضطر المبدع إلى التحول إلى بائع لإصداراته وعقد جلسات البيع بالإهداء والتي تعتبر بالنسبة إليه إهانة له أكثر منها تعريفا به».
وفي سياق آخر، ترى حورية أنّ الفضاء الأزرق يخدم اليوم كثيرا المبدع قائلة: «أول ظهور لي كان في العالم الافتراضي أين وجدت تشجيع الرواد لنصوصي وتحفيزهم لي على النشر والطباعة، لكن يبقى للإعلام مكانته ودوره الريادي في إبراز المواهب وتقريب القارئ».
وفي الختام عبّرت حورية عن أمل كبير يراودها وهي تقول: «أريد أن ألتقي وزير الثقافة، أريد أن أعرّفه بالثقافة في الجزائر، وكل ما يدار تحت هذه التّسمية».