اعتبرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أمس، ان الهجمات التي شهدتها مدينة الحديدة اليمنية وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى «أمر مروع» ولا يمكن تبريرها، مطالبة بإنهاء الصراع في البلد الفقير.
صدرت الدعوة هذه بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن الامم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف المتحاربين إلى جنيف في 6 سبتمبر، للبحث في إطار عمل لمفاوضات السلام المتوقفة منذ 2016.
وقتل 20 شخصا على الاقل وأصيب 60 بجروح الخميس في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في غارة جوية أمام مستشفى الثورة وفي قصف استهدف سوق السمك، وفق أطباء وشهود عيان.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليزا غراندي في بيان «إن أعمال العنف هذه أمر مروع»، مضيفة ان «المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي الانساني. وليس من الممكن أبداً تبرير هذه الخسائر في الأرواح».
وأضافت ان مستشفى الثورة الذي تعرض للغارة «هو الأكبر في اليمن وأحد المرافق الطبية القليلة العاملة في المنطقة. ويوجد به واحد من أفضل مراكز علاج الكوليرا في المدينة».وتابعت «يعتمد مئات الآلاف على هذا المستشفى من أجل بقائهم على قيد الحياة».
مأساة إنسانية
وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجّهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف العسكري يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر.
وكان التحالف بدأ في 13 جوان هجوما على المدينة الساحلية على البحر الاحمر،وبمشاركة قوات موالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وفي مطلع جويلية أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.
وتقدّمت من جهتها منظمة الصحة العالمية «بالتعازي لأهالي الضحايا» بعد الهجوم على مستشفى الثورة الذي قالت إنه «أحد أكبر المستشفيات التي نقدم لها الدعم في اليمن».
كما قالت جوليان فيلدويجك، نائبة مدير منظمة «كير» العالمية في اليمن في بيان «نخشى من تدهور محتمل بعد ان منحت التهدئة السكان الفرصة لالتقاط أنفاسهم».
وأوقعت الحرب في اليمن اكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العسكري في 2015 في النزاع بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المستمر منذ 2014. ويسيطر المتمردون على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.
وتقول الامم المتحدة ان 9500 من بين مجموع قتلى النزاع مدنيون، ومن بينهم أكثر من 2200 طفل، مشيرة الى ان الغارات الجوية «هي المتسببة في غالبية الضحايا المدنيين».
وتسببت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة أكثر من ثمانية ملايين من سكان البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.وقالت غراندي في بيانها «لقد فقد الكثير من الناس حياتهم في اليمن، ويجب أن يتوقف هذا الصراع».