يبدو أن أزمة الماء الشروب بولاية عنابة لن تنتهي، على عكس ما كانت تردده السلطات الولائية في كل مرة، فبعد جفاف الحنفيات الذي عانى منه سكان المدينة السنة الماضية، تعود المياه هذه السنة لكن بطعم كريه ورائحة غريبة، وهو ما أثار استياء كبيرا من هذه الوضعية الكارثية التي تتكرر كل سنة.
ما يزال سكان بونة يعانون الأمرين مع الماء الشروب، فإن لم ينقطع لمدة يومين أو ثلاثة أيام فهو يسيل يوميا تصحبه رائحة غريبة لا يمكن معها استخدام الماء لا للشرب ولا للطبخ، حيث تعيش أغلب بلديات عنابة هذه الظاهرة على غرار حي الريم، ليزالمون، والمحافر وسيدي عاشور وغيرهم..
فقد بات الماء الشروب حديث سكان عنابة اليومي، فالبرغم من شكاويهم المتعددة للسلطات المعنية، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، مبررين هذه الرائحة بأدوية يتم استخدامها لتطهير الماء الشروب، وهو ما أثار استغراب السكان متسائلين عن سبب تطهيره في فصل الصيف أين يكثر استخدامه، لا سيما للشرب، وإن كان هذا التطهير يتطلب فصلا كاملا لمعالجته.
ظاهرة الماء الشروب برائحة تشبه رائحة التراب باتت تستنزف اليوم جيوب العنابيين الذين لا حل آخر أمامهم سوى اقتناء المياه المعدنية سواء للشرب أو الطبخ، حيث يتخوفون من استخدامه وتعرضهم لأي وباء لا سيما منهم الأطفال، على اعتبار أن هذه الرائحة يجهلون مصدرها، حيث عبروا عن امتعاضهم من استخدام الصهاريج لتوفير الماء الشروب، والتنقل بالقارورات والدلاء خصوصا من يملك وسيلة نقل نحو سرايدي لجلب المياه من ينابيعها.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه الظاهرة نقمة على بعض سكان بونة، فإنها بالنسبة لأصحاب الصهاريج نعمة وتجارة مربحة، حيث وجدوا ضالتهم لبيع المياه إذ لا يفوتون فرصة اللجوء لمختلف الأحياء التي تعيش هذه الأزمة منذ حلول فصل الصيف، في الوقت الذي لم تجد فيه أغلب العائلات حلا آخرا أمام شح الحنفيات في بعض البلديات والرائحة الكريهة في بلديات أخرى سوى شراء مياه الشرب، بالرغم من تخوف الكثيرين منهم من مصدرها، على اعتبار أن البعض منهم يقومون ببيع مياه مجهولة المصدر وغير خاضعة للرقابة.
وفي انتظار صحوة مسؤولي مديرية المياه لولاية عنابة ومعالجة ظاهرة إما شح الحنفيات أو سيلانها بروائح غريبة، تبقى على ما يبدو مشكلة الماء الشروب أزمة لا نهاية لها بولاية عنابة، والتي تزداد حدتها مع حلول فصل الصيف.