ووري الثرى العقيد المجاهد أحمد بن شريف بمقبرة العائلة بالزميلة قرب عين معبد (ولاية الجلفة) هذا الثلاثاء بعد صلاة العصر بحضور مشايخ الزوايا وضباط من الدرك الوطني والآلاف من عائلة ومحبي الفقيد.
وكان الفقيد انتقل إلى رحمة الله مساء السبت الماضي عن عمر ناهز 91 عاما, بعد خضوعه لعملية جراحية بمستشفى بباريس (بفرنسا) ووصل جثمانه إلى الجزائر صباح الثلاثاء.
وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد بعث برقية تعزية إلى أسرة الفقيد أكد فيها ان الجزائر فقدت برحيله "مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر".
وقال الرئيس بوتفليقة ان الفقيد كان "يمثل جيلا كامل بما ينطوي عليه الجيل من حب وإخلاص للوطن, ومن إقدام وشجاعة في ميادين النزال, ومن عزم وتصميم على بناء مجتمع آمن".
وقد التحق الفقيد بصفوف جيش التحرير الوطني في جويلية 1957 وتم تعيينه كجندي مسؤول عن العمليات من طرف قائد الناحية الخامسة بسور الغزلان المسمى "عبد اللطيف".
ويذكر أن الراحل الذي فقدته الأسرة الثورية كان من بين الشخصيات الوطنية التي لها بصمتها في التاريخ وكان مجاهدا وثوريا فذا ومن الضباط الذين اجتازوا خطي شال وموريس الذين أنشأهما المستعمر الفرنسي على الحدود الشرقية والغربية لقطع التموين على الثورة.
وفي ليلة 23-24 أكتوبر 1960 تم القبض على أحمد بن الشريف شمال شرق بني سليمان في قطاع اومال, وحكمت عليه سلطات الاحتلال بالإعدام. وتم اطلاق سراحه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وغداة الاستقلال كان له الفضل في تأسيس وهيكلة جهاز الدرك الوطني الذي كان قائده آنذاك . كما كان الراحل عضوا في المجلس الثورة في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين . وعين في السبعينيات وزيرا للري واستصلاح الأراضي وحماية البيئة.