قال سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر،أمس، أن الشعب الصحراوي عازم كل العزم على تحقيق الاستقلال بما فيها خيار العودة للكفاح المسلح وذلك في حال فشل المجتمع الدولي في فرض خيار الاستفتاء على المحتل المغربي، مؤكدا أن «البوليساريو» تحتفظ بكامل قوتها العسكرية لخوض الحرب في وقت تراها انسب لتقرير المصير.
أوضح السفير الطالب عمر أن الصحراويين لم ولن يفشلوا مهما طال الوقت، الذي يسعى المغرب لربحه لكسر وعرقلة مساعي المبعوث الخاص للامين العام الأممي إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر، مشيرا إلى أن خيار العودة إلى الكفاح المسلح هو احد الخيارات التي ستلجأ لها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البوليساريو».
قال الدبلوماسي في هذا الشان مقدما تفاصيل اكبر:» ان جبهة البوليساريو تحتفظ بكل قوتها العسكريةكما أنها تولي عناية كبيرة للجيش الصحراوي سواء من ناحية التجهيز أو التحضير القتالي لكل المقاتلين تحسبا لعودة خيار الكفاح المسلح الذي يبقى احد الخيارات المطروحة أمامها حال فشل المجتمع الدولي في فرض استفتاء يقرر من خلاله الصحراويون مصيرهم خاصة في ظل استمرار التعنت المغربي أمام كل المبادرات الدولية.»
ونفى السفير أن تتغير روح الثورة لدى الأجيال الصحراوية بعد مرروا كثر من أربعين سنة، قائلا «أن إرادة الاستقلال تزداد يوميا بعد يوم وليس هناك ما يخيفنا آبدا في هذا الجانب»، مؤكدا أن معاناة الشعب الصحراوي حقيقة لا يمكن نكرانها، لكنه عازم كل العزم على نيل استقلاله بكل الطرق التي يراها مناسبة لتحقيق النصر والاستقلال المنشود ولا يمكنه انم يفشل بأية حال مهما طال الزمن أو قصر.
وأبدى الطالب عمر ارتياحه لمجهودات المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية كوهلروقال انها تسير في الطريق الصحيح سيما قيامه بمشاورات واسعة لطرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب، مؤكدا أن القيادة الصحراوية تدعمه بكل قوة لتحقيق القرار الأممي 2414 الذي دعا طرفي النزاع إلى العودة لطاولة المفاوضات سيما وان المهلة التي حددها مجلس الأمن لاستمرار عمل بعثة «المينورسو» قضى نصفها والموعد شهر أكتوبر القادم، مؤكدا آن المغرب يعرق كل المساعي الأممية التي يقوم بها كوهلر ويعمل لربح الوقت.
..ويرد على نظيره الفرنسي :تصريح لا يعكس الارادة الرسمية
في سياق آخر رد الطالب عمر على السفير الفرنسي بالجزائر، بخصوص مواقف باريس من القضية الصحراوية موضحا أن تصريح الدبلوماسي الفرنسي لا يعكس الإرادة الحقيقة لبلاده التي تمثل الداعم الأول للمحتل المغربي إلى جانب اسبانيا، مجددا التأكيد أن فرنسا هي من تعرقل مسار قضية الصحراء الغربية على مستوى مجلس الأمن الدولي، ولا يمكن أن تكون أبدا تسعى إلى إحداث توازن بين طرفي النزاع.
أوضح السفير الطالب عمر أن السفير الفرنسي الذي صرح لوسيلة إعلام جزائرية أن فرنسا تسعى إلى إحداث توازن في القضية هو ذر للرماد في العيون، مشيرا إلى أن الدبلوماسي الفرنسي تفادى الحديث أبدا عن ملف تقرير المصير الذي تقف فرنسا ضده وتؤيد الطرح المغربي بخصوص الحكم الذاتي، الأمر الذي يؤكد تورطها بشكل واضح في المنطقة ككل وليس الصحراء الغربية فقط، قائلا إنها تتخذ من القضية الصحراوية مطية للابتزاز وورقة للتأثير على المنطقة المغاربية».
كما اعتبر السفير الصحراوي أن المشهد السياسي الفرنسي عرف فعلا تغيرات حيال قضية الصحراء الغربية، وذلك بفضل نواب برلمانيين متعاطفين مع القضية الصحراوية ساهموا في تأسيس جمعية برلمانية للصداقة مع الشعب الصحراوي بدأت في نشاطها من الجمعية الفرنسية لكنها يبقى عملا قليلا بالنظر إلى موقف فرنسا المعادي للصحراويين.
في السياق الدولي عبر الدبلوماسي الصحراوي عن أمله في أن يكون تغيير الحكومة الاسبانية واختيار أمين عام جديد للحزب الحاكم بعد الإطاحة بماريانو راخوي قد يؤدي إلى تغير موقف اسبانيا تجاه القضية الصحراوية، مشيرا إلى أن عادة رئيس الوزراء الاسباني زيارة المغرب بعد كل تجيد لكن الوافد الجديد على رئاسة الوزراء لم يقم بذلك وهو ما قد يشير إلى تغير طفيف نظرا إلى رمزية مكان تأسيس الجمعية البرلمانية.