خرجت مظاهرات حاشدة في عدد من مناطق جنوب العراق امس، للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.
وشدد القائمون على تنظيم المظاهرات، على ضرورة الالتزام بسلمية الاحتجاجات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع القوات الأمنية.
ورغم الانتشار الأمني الكثيف، ووعود الحكومة بتلبية مطالب المتظاهرين، تصاعد زخم الاحتجاجات في البصرة الخميس واحتشد المئات في ساحة الحرية وسط المدينة مرددين الشعارات ذاتها، ومطالبين بالإفراج عن عشرات الناشطين الذين تم توقيفهم خلال المظاهرات.
كما أوردت مصادر أن العاصمة بغداد احتضنت تظاهرة كبيرة أمس .
تجدد المظاهرات جاء رغم اليد الممدودة التي تقدمها الحكومة للغاضبين و مبادراتها لتلبية مطالبهم ، إذ فتحت محافظة البصرة جنوبي العراق مكاتب لاستقبال طلبات التعيين للعاطلين عن العمل من أبناء المحافظة.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي اعتزام الحكومة توفير عشرة آلاف فرصة عمل لأبناء البصرة بعد الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثاني هناك وفي عدة محافظات أخرى على غرار النجف والمثنى.
وهذا الوعد يندرج ضمن حزمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء، وتوفير آلاف الوظائف للعاطلين.
الإفراج عن 336 محتجزا
أعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق، امس الجمعة، الإفراج عن 336 ناشطاً، جرى توقيفهم خلال الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها مدن جنوب البلاد منذ 9 جويلية الجاري.
وقال فاضل الغراوي، عضو المفوضية (مرتبطة بالبرلمان)، إن “السلطات العراقية أفرجت عن 86 ناشطًا على خلفية التظاهرات في محافظة النجف”. كما أفرجت السلطات عن 70 آخرين في محافظة المثنى، بينما لا يزال 4 منهم قيد الاعتقال.
فيما تم الإفراج عن 180 معتقلًا في محافظة ميسان وبقي 3 آخرون قيد الاعتقال، حسب الغراوي.
وقد أسفرت الاحتجاجات التي انطلقت من البصرة عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة 250 آخرين، في حين اعتقلت قوات الأمن مئات الأشخاص بمختلف المحافظات الجنوبية، وبدا أن الوعود الحكومية والاعتقالات أدت إلى تراجع وتيرة المظاهرات.
سياسيا، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة على تويتر الساسة العراقيين إلى تأجيل مساعي تشكيل الحكومة الجديدة حتى الاستجابة لمطالب المحتجين في الجنوب التي وصفها بالمحقة.