يترقّب العالم ما سيترتب عن القمة التاريخية التي جمعت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، لما في ذلك من انعكاسات على مجمل القضايا والأزمات الاقليمية والدولية، على رأسها الازمة السورية، حيث أن تحقيق السلام وبعث العلاقات بين أكبر قوتين من شأنه أن يخدم الاستقرار الدولي.
ورأى محللون سياسيون، ومتتبعون لأحداث القمة التي جمعت بوتين بترامب، أن الرئيس الروسي كان الأوفر حظا في القمة، وأرجعوا الأمر إلى أنه حقق نجاحا سياسيا وعسكريا في سوريا.
واعتبر المحللون أن «تحقيق السلام وبعث العلاقات بين أكبر قوتين من شأنه أن يخدم الاستقرار العالمي»، حيث لطالما كان هناك اختلاف في موقفي البلدين إزاء مجمل القضايا في العالم
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن كل الجهود المبذولة لعزل بلاده «باءت بالفشل».وأضاف في لقاء أجرته معه قناة»فوكس نيوز» الأمريكية: «أعتقد، وأنت (مخاطبًا محاوره) ترى أن هذه الجهود فشلت، ولا يمكن أن تتوج بالنجاح». وشدّد بوتين على أن «روسيا أكبر من أن تكون معزولة».
انتقادات لاذعة لترامب
وتلقّى الرئيس الأمريكي انتقادات كبيرة من قبل سياسيين أمريكيين، حيث وصف السناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين، اجتماع الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي بأنه «خطأ مأساوي» وتراجع جديد للولايات المتحدة، متهما ترامب بالتقاعس عن الدفاع عن بلاده.
وقال مدير المخابرات المركزية السابق جون برينان إنه يجب عزل ترامب من منصبه. وأضاف: «أداء ترامب في المؤتمر الصحفي في هلسنكي يرتفع ويتجاوز حد الجريمة الكبرى والإثم لم يكن هذا أقل من الخيانة. لم يكن ترامب معتوها فحسب في تصريحاته بل كان بأكمله في جيب بوتين. أيها الجمهوريون الوطنيون: أين أنتم؟».
وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام إن أداء ترامب سيبعث برسالة «ضعف» إلى موسكو.
في المقابل، رأت صحف أمريكية، أنه كان يوما جيدا جدا لبوتين، «فقد كان التيار يسير بالفعل معه منذ أن انطلقت رحلة ترامب، بما في ذلك انتقاده لحلفاء شمال الأطلسي (ناتو) ووصفه للاتحاد الأوروبي «كعدو» خلال مقابلة تلفزيونية مؤخرا».
بينما رأت صحيفة روسية، أن ترامب حاول استمالة روسيا لتقف بجانبه، في مواجهة دولتين هما إيران والصين، واستبعد خبراء روس إمكانية انسياق بوتين وراء مساعي ترامب.
وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن ترامب، تجاهل نصيحة موظفي الإدارة الذين أعدوها قبل اجتماعه مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي، حيث لم تكن تصريحاته ترامب «قاسية» بما فيه الكفاية، و»تناقضت بشدة مع الخطة».
وذكرت الصحيفة أنه قبل اجتماع الرئيسين، تم تقديم تقرير بحجم 100 صفحة، احتوى على تعليمات واضحة للتفاوض، لكن الرئيس الأمريكي تجاهل معظمها، في هذه الوثائق، كان موضحا موقف الولايات المتحدة من شبه جزيرة القرم، و»التدخل» الروسي في الانتخابات الأمريكية والعديد من الموضوعات الأخرى.