80ألف جرعة مصل مضادة للتسمم العقربي يوفرها باستور
حذر مختصون سكان ولايات الجنوب والهضاب العليا وحتى ولايات الشمال من مخاطر لسعات العقارب السامة خاصة في فصل الصيف، كاشفين عن تسجيل 5172 إصابة باللسعات و 4 وفيات إلى غاية جوان الماضي 2018 ، علما أن الجزائر تحصي 50 ألف حالة لدغ سنويا وما بين 50 و 100 وفاة بسبب التسمم العقربي.
خلال ندوة تحسيسية بمخاطر لسعات العقرب نظمن أمس بالمعهد الوطني للصحة العمومية دعا المتدخلون السلطات الولائية خاصة في المناطق الأكثر عرضة إلى العمل بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لتقليص عدد الإصابات والوفيات بالتسمم العقربي ،مرجعين أسباب الانتشار الواسع للسعات العقارب إلى تدهور البيئة وعدم تزفييت الطرقات وعدم الاعتماد على المعايير الدولية في انجاز المواقع السكنية ،ومشكل جمع النفايات .
من جهته كشف مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال فورار عن تخصيص معهد باستور 80 ألف جرعة الأمصال المضادة للتسمم العقربي والتكفل بالمصابين ،موزعة على الولايات الأكثر عرضة لهذا النوع من العقارب على غرار بسكرة والوادي وورقلة وتمنراست وادرار والمسيلة ،موضحا أن كمية الأمصال المتوفر سنويا كافية لتغطية جميع المناطق المعنية .
وأشار فورار إلى تخصيص فرق متنقلة للتحسيس والتوعية حول التسمم العقربي خاصة في المناطق الجنوبية المعزولة والتي يتواجد فيها البدو الرحل ،زيادة على اتخاذ إجراءات ما بين القطاعات فيما يخص الوقاية من خلال السعي إلى ضمان الحماية الفردية خاصة داخل المنازل ،والجمع المفيد للعقارب للحد من كثافتها والإلزام بالحزام الخزفي حول المباني الجديدة ، بالإضافة إلى تكثيف إجراءات الإعلام والتربية والاتصال.
وأبرز مدير الوقاية بوزارة الصحة بعض المشاكل التي تحول دون ضمان التكفل الجيد بالمرضى على مستوى بعض الولايات على رأسها نقص الإمكانيات في مصالح الإنعاش التي تتطلب تخصيص الوسائل اللازمة في كل ولاية لإنقاذ حياة المصابين بالتسمم العقربي وأمراض أخرى قائلا أن تعزيز الوقاية من تفاقم الوضع الوبائي ليس مسؤولية وزارة الصحة فقط وإنما يتطلب إشراك جميع القطاعات .
أما المسؤولة عن ملف التسمم العقربي فريدة عليان ،فقد أوضحت أن 70 بالمائة من الوفيات المسجلة بسبب التسمم العقربي في الجزائر تمس الأطفال التي تقل أعمارهم عن 15 سنة ، والأخطر أن هذه العقارب الخطيرة باتت تتواجد بكثرة في المنازل عكس السنوات السابقة .
كما أضافت المسؤولة عن ملف التسمم العقربي أن ولاية بسكرة سجلت فيها 48150 لسعة من 2010 إلى 2017 ،في حين بلغ عدد الوفيات في الوادي 53 حالة في نفس الفترة ،إذ تمثل هذه الولايتين أغلبية الإصابات وحالات الوفاة خاصة وانه في السنة الماضية تم تسجيل 45123 إصابة و58 وفاة في مختلف المناطق .
وحسب عضو في لجنة مكافحة التسمم العقربي فان التأخر لمدة 5 ساعات فأكثر في تلقي الاستعجالات الطبية بالمستشفى قد يؤدي بالشخص المصاب إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة تصل إلى حد الوفاة وبالتالي فان الإسعافات الأولية بعد لسعة العقارب من المفروض أن تتم على الأقل بعد ساعتين كأقصى حد للحصول على نتيجة أفضل وإنقاذ المريض.