أنهى المنتخب البلجيكي لكرة القدم منافسة كأس العالم 2018 في المركز الثالث، بعدما تمكن من الإطاحة بالمنتخب الإنجليزي في المباراة الترتيبية بواقع هدفين نظيفين في اللقاء الذي جمع بينهما على أرضية ميدان «كريستوفسكي»، بمدينة سان بيترسبورغ الروسية، مسجلين بذلك أفضل مشاركة للشياطين الحمر، خلال 13 مشاركة في المنافسة الأقوى على وجه الكرة الأرضية في لعبة كرة القدم.
ضمّد «الشياطون الحمر» جراحهم في المباراة الترتيبية ضد المنتخب الإنجليزي الذي لم يتمكن من تجاوز عقبة الإقصاء المّر ضد المنتخب الكرواتي في مباراة نصف نهائي كأس العالم 2018، حيث تمكن أشبال المدرب الإسباني «روبيروتو مارتينيز» من فرض منطقهم ضد رفقاء القائد «هاري كاين» وتغلبوا عليهم بثنائية نظيفة، قادتهم لتحقيق أفضل مشاركة لهم في التاريخ، لقب ولو أنه رمزي، إلا أنه سيكون مهما بالنسبة للجيل الذهبي البلجيكي الذي يقوده الظاهرة الكروية «إيدين هازارد» والذي ساهم بقوة في بلوغ بلجيكا هذا المستوى، بعد تألقه خلال كل خرجات المونديال، آخرها كانت أمسية السبت، حين تمكن من تسجيل هدف الفوز في شباك الحارس «جوردان بيكفورد»، مسجلا بذلك ثلاثة أهداف، خلال 7 مواجهات كاملة في المونديال ومانحا تمريرتين حاسمتين، بالإضافة إلى كونه كان وراء بناء كل الهجمات التي خلقها المنتخب البلجيكي رفقة صاحب البصر الثاقب «دي بروين»، ما جعل من لاعب تشيلسي أحد المرشحين بقوة من أجل نيل لقب أفضل لاعب، خلال مونديال الدب الروسي، تألق لفت الأنظار وجعل من «هازارد» اللاعب الأكثر طلبا خلال فترة الانتقالات الصيفية من قبل أكبر الأندية الأوروبية،يتقدمهم النادي الملكي ريال مدريد الذي ينتظر نهاية المونديال لحسم صفقة انتقاله ليكون النجم الجديد لـ «الميرينغي» بعد رحيل صاروخ ماديرا الدون «كيستيانو رونالدو» إلى نادي السيدة العجوز، ليصبح المنافس رقم واحد لـ «ميسي» في كلاسيكو الأرض.
المنتخب البلجيكي أبهر كل عشاق الساحرة المستديرة بلعبه الذي اعتبره المتتبعون الأكثر حداثة والذي ترك بصمته، بعدما بات هذا المنتخب الأكثر متعة من بين كل المنتخبات المشاركة في المونديال، كونهم يجيدون بناء الهجمات بدقة، ويحسنون لعب المرتدات بسرعة فائقة، وتمكنوا من بلوغ شباك منافسيهم في 16 مناسبة كاملة بـ 10 هدافين مختلفين، كما أنه المنتخب الوحيد الذي تمكن من العودة في نتيجة لقائه بفارق هدفين وتمكن من الفوز في الوقت الأصلي، خلال كل مواجهاته، ما عاد نصف نهائي كأس العالم الذي كان الهزيمة الأولى التي يتكبدها البلجيكيون، قبل أن يعودوا إلى أجواء الانتصارات في آخر لقاء لهذه الصائفة وفارقوا المونديال بفوز، وهو ما سيكون أمرا مهما بالنسبة لهم قبل العودة إلى أجواء المنافسة الرسمية برسم المباريات التصفاوية والودية التحضيرية ليورو 2020 في التنظيم المشترك الذي ستحتضنه 13 مدينة أوروبية، والتي من المقرر أن يخوضها رفقاء الدببة «لوكاكو»، بداية من شهر سبتمبر المقبل، ليبحثوا عن تطوير مستواهم وانسجامهم فوق أرضية الميدان أكثر، خلال السنتين المقبلتين طموحا منهم التتويج بيورو 2020، خصوصا أنها ستكون المنافسة ما قبل الأخيرة التي سيخوضها جيل «هازارد»، بما أن معدل سن التشكيلة الحالية يساوي 27 سنة، ويمكنهم الاقتراب من حلمهم، خصوصا أن الاتحادية البلجيكية قررت الاحتفاظ بالطاقم الفني الذي سيواصل عمله على رأس العارضة الفنية للشياطين الحمر.