طباعة هذه الصفحة

منظمومة مريضة صحيا، سياحيا واجتماعيا

نور الدين لعراجي
02 جانفي 2019

ما يحدث في مستشفياتنا من تهاون واللامبالاة  جدير بالتوقف ودق ناقوس الخطر ، ومعاقبة المتسببين في هذه الكوارث الانسانية الغريبة عن اخلاقنا ، الفضائح كل يوم تزداد انتشارا ، والمواطن يدفع ثمنها طول ما تبقى من حياته المشؤومة .

* امرأة حامل في شهرها الثامن بمستشفى باتنة ، تعرضت الى خطأ طبي جسيم ، بعد ان انفصلت القناة البلاستيكية للحقنة الوريدية وبقاءها داخل شريان ذراعها الايمن  ،اصيبت اثر ذلك بمضاعفات مرضية منها السكري وارتفاع الضغط الدموي ، خوفا من تعرض جنينها الى خطر ما، إلا ان ذات المريضة ،قيدت شكوى ضد ما اسمته بالتسيب والإهمال ، راح الطبيب المذنب في حقها يشتمها ويعنفها لفظيا وهي منهارة بسبب ذلك  ،يحدث هذا  داخل مصلحة وعيادة لا تربطه بها اية علاقة ، فأي اخلاق هذه يا صاحب المئزر الابيض؟

*غير بعيد عن ذلك ،مأساة أشبه بأفلام الابيض والأسود ،ضحيتها الطفل احمد سعداوي وهو يستعد للاختتان على يد طبيب جراح ،خرج من غرفة العمليات بإصابة شلل حركي ، فاقد للبصر ، تعرض قلبه للتوقف ، بسبب جرعة تخذير لم يتحملها جسمه، ليتحول ملائكة الرحمان بقدرة الاهمال الى شياطين الفجيعة والموت ؟

*عملية جراحية بسيطة على الأنف تكلف الشاب هيثم حياته،  داخل عيادة خاصة بالجلفة ، وتحول حياة عائلته وجيرانه  الى جحيم ، بسبب التهاون والفشل في تشخيص الحالات قبل معالجتها ، ان كان السبب غياب الاوكسجين فذلك عذر اقبح من ذنب ، و تظل مثيلاتها في الجزائر تمتص دماء الفقراء والمحتاجين ،الادهي في كل هذا تبريرات الاطباء دائما تأتي عكس التيار، بعد قبضهم للمبالغ الخيالية ، تصادفك اجاباتهم الممسوخة المنسوخة ، "العدالة  تفصل بيننا" ؟

*180 الف جزائري توافدوا على تونس مدة عشرة ايام ، قبل نهاية السنة ، في الحين بلغ عدد الجزائريين الذين زاروها، منذ بداية العام الفارط الى غاية 20 ديسمبر، مليوني وأربع مائة  وستة وتسعون الفا سائح ، ليرتفع العدد الى اكثر من ثلاثة ملايين سائح جزائري ، وبعملية حسابية ، اخاف ان تحبس الارقام انفاسي ، ادعوا جماعة "ساكريكار لجمع المبلغ ؟ قلبي لا يحتمل ذلك ، فهل نعود الى رشدنا قليلا ، ولا نغطي الشمس بغربال الحقيقة ؟

*معمر شخص معاق متزوج وله  اولاد  يعيش في كوخ  بل الاصح في زريبة ، لا تصلح حتى للحيوانات ، بقرية بربرة بالشلف ، سكان هذه البقعة  المنسية من التاريخ ،لا يزالون يقطنون الاكواخ ويقضون حاجاتهم البيولوجية في الخارج ، سقفهم ألسماء ، البرد رفيق يومياتهم ،في انتظار سيارة تأوي اليهم ،ترفع غبنهم وتشد على عضدهم ،وتمنحهم رغيف العزة والكرامة.

* عائلات بأولاد سلام شمال باتنة لا تجد ما تأكله لأسابيع متواصلة ،وبعد ان يتلقى رب الاسرة منحة البطالة المقدرة بثلاثة ألاف دينار ، تأتي فاتورة الكهرباء فتنسف ما قبلها من ديون ، ويبقى البيت على حاله ، لكن لسان هؤلاء الذين تحملوا نكبات الزمن يقول دوما ، الحمد لله ،على لسان العجوز حدة  بلكنة شاوية " تيخاص القهوة ،تيخاص المأكل".

* عن بعد  تابع والي قالمة كمال عبلة ،أحد عمال النظافة بشكل يومي ،اثناء تأديته لمهامه وتفانيه في  حسه المدني ،على اكمل وجه ، تفاجأ الشيخ الطاعن في السن باستدعاء الوالي له ، وهو الذي في الكثير من الاحيان ، لا يحظى حتى بمقابلة رئيس المصلحة ، حيث منحه عمرة من ماله الخاص بجميع التكاليف ، لكم ان تتصورا المنظر ،لان اللسان يعجز عن التعبير، جعلها الله في ميزان حسانته.